كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

تعس الشيطان (1) فقال لا تفعل فإنه يتعاظم اذا قلت ذلك حتى يصير مثل الجبل ويقول بقوتي صرعته واذا قلت باسم الله تصاغر حتى يكون مثل الذباب (عن أم سلمة رضي الله عنها) (2) أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يقطع قراءته آية آية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين (أبواب التفسير وأسباب النزول وفضائل السور والآيات مرتبا على ذلك على نظام السور) (باب سورة الفاتحة وما ورد في فضلها) (عن أبي هريرة) (3) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب وهو يصلي فقال يا أبي فالتفت فلم يجبه ثم صلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك أي (4) رسول الله قال وعليك قال ما منعك أي أبي إذ دعوتك ان تجيبني؟ قال أي رسول الله كنت في الصلاة قال أفلست تجد فيما أوحى الله إلى أن استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم؟ (5) قال قال بلى أي رسول الله لا أعود قال أتحب أن أعلمك سورة لم تنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الانجيل ولا في الفرقان مثلها؟ قال قلت نعم أي رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لأرجو أن لا تخرج من هذا الباب حتى تعلمها قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثني وأنا اتبطأ مخافة أن يبلغ قبل أن يقضي الحديث فلما أن دنونا من الباب قلت أي رسول الله ما السورة التي وعدتني؟ قال فكيف
__________
(غريبه) (1) تعس بفتح أوله وكسر ثانيه من باب فرح اذا عثر وانكب لوجهه وقد تفتح العين وهو دعاء عليه بالهلاك (تخريجه) أخرجه النسائي في اليوم والليلة وابن مردويه في تفسيره من حديث خالد الحذاء عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي المليح بن أسامة بن عمير عن أبيه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وأورده النووي في كتابه الأذكار وصححه وفيه فضل البسملة وأن الشيطان يتصاغر عند ذكرها وذلك من تأثير بركتها ولهذا تستحب في كل عمل مشروع كما ورد في الحديث (كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع) أي ناقص وقليل البركة فالمشروع ذكر اسم الله في الشروع في العمل تبركا وتيمنا واستعانة على الاتمام ولهذا روى ابن جرير وبان أبي حاتم من حديث بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال أول ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم قال يا محمد قل أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قال قل بسم الله الرحمن الرحيم قال قال له جبريل بسم الله يا محمد يقول اقرأ بذكر الله ربك وقم واقعد بذكر الله تعالى هذا لفظ ابن جرير ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (2) (عن ام سلمة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه وكلام العلماء في حكم البسملة في باب ما جاء في البسملة عند قراءة الفاتحة من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة 188 رقم 519 فارجع اليه تجد ما يسرك (باب) (3) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا عبد الرحمن بن ابراهيم ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (4) أي حرف نداء بمعنى يا رسول الله (5) أي الى ما يحييكم من أمر الدين لأنه سبب الحياة الأبدية قال الطيبي وغيره من الشافعية دل الحديث على أن اجابة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تبطل الصلاة كما أن خطابه بقول السلام عليك أيها النبي لا تقطعها

الصفحة 65