كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

تقرأ في الصلاة؟ قال فقرأت عليه أم القرآن (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وإنها للسبع من (2) المثاني (زاد في رواية) بلفظ (إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت (3) (وعنه أيضا) (4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أم القرآن هي أم القرآن وهي السبع الثاني وهي القرآن العظيم (5) (وعنه من طريق ثان) (6) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب (7) والسبع
__________
(1) يعني الفاتحة وسميت بذلك لاحتوائها واشتمالها على مافي القرآن اجمالا أو المراد بالأم الأصل فهي أصل قواعد القرآن ويدور عليها أحكام الايمان (2) يحتمل أن تكون من بيانية أو تبعيضية وفي هذا تصريح بأن المراد بقوله تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) هي الفاتحة وقد روى النسائي باسناد صحيح عن ابن عباس ان السبع المثاني هي السبع الطوال أي السور من أول البقرة آخر الاعراف ثم براءة وقيل يونس وعلى الأول فالمراد بالسبع الآي لا، الفاتحة سبع آيات وهو قول سعيد بن جبير واختلف في تسميتها مثاني فقيل لأنها تثنى في كل ركعة أي تعاد وقيل لأنها يثنى بها على الله تعالى وقيل لأنها استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على من قبلها والله أعلم (3) قيل هو من اطلاق الكل على الجزء للمبالغة (قال الخطابي) فيه دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم وان الواو ليست بالعاطفة التي تفصل بين الشيئين وانما هي التي تجيء بمعنى التفصيل كقوله تعالى (فاكهة ونخل ورمان) وقوله (وملائكته ورسوله وجبريل وميكال) اهـ قال الحافظ وفيه بحث لاحتمال أن يكون قوله والقرآن العظيم محذوف الخبر والتقدير ما بعد الفاتحة مثلا فيكون وصف الفاتحة انتهى بقوله هي السبع المثاني ثم عطف قوله (والقرآن العظيم) أي ما زاد على الفاتحة وذكر ذلك رعاية لنظم الآية ويكون التقدير والقرآن العظيم هو الذي ونيته زيادة على الفاتحة (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح اهـ وقال المنذري - الترغيب رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم باختصار عن أبي هريرة عن أبي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم (قلت) وأقره الذهبي (4) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في أم القرآن الخ (غريبه) (5) تقدم الكلام على معنى هذا الحديث في شرح الحديث السابق (6) (سنده) حدثنا اسماعيل بن عمر قال ثنا ين أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (7) جاء في البخاري وسميت أم الكتاب أنه يبدء بكتابتها في المصاحف ويبدء بقراءتها في الصلاة قال القسطلاني هذا كلام أبو عبيد في المجاز وكره أنس والحسن وابن سيرين تسميتها بذلك قال الأولان انما ذلك اللوح المحفوظ (وأجيب) بأن في حديث أبي هريرة (يعني حديث الباب) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب صححه الترمذي لكن قال السفاقسي هذا التعليل مناسب لتسميتها بفاتحة الكتاب لا بأم الكتاب وقد ذكر بعض المحققين أن السبب في تسميتها أم الكتاب اشتمالها على كليات المعاني التي في القرآن من الثناء على الله تعالى وهو ظاهر ومن التعبد بالأمر والنهي وهو في إياك نعبد لأن معنى العبادة قيام العبد بما تعبد به وكلفه من امتثال الأوامر والنواهي وفي الصراط المستقيم أيضا ومن الوعد والوعيد وهو في الذين أنعمت عليهم وفي المغضوب عليهم وفي يوم الدين أي الجزاء أيضا واما كانت الثلاثة أصول مقاصد

الصفحة 66