كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(باب سورة البقرة وما جاء في فضلها) (عن أبي أمامة) (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا (وفي رواية تعلموا) القرآن فإنه شافع لأصحابه يوم القيامة اقرءوا الزهراوين (2) البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان (3) أو كأنهما غيابتان (4) أو كأنهما فرقان (5) من طير صواف يحاجان عن أهلهما (6) ثم قال اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة (7) (عن النواس بن سمعان الكلابي) (8) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتي بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به وتقدمهم سورة البقرة وآل عمران وضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال كأنهما غمامتان أو ظلمتان سوداوان (9) بينها شرق أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما (10) (عن عبد الله بن بريدة عن أبيه) (11) قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة قال ثم مكث ساعة ثم قال تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنها غمامتان أو غيابيان أو فرقان من طير صواف وان القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب (12) فيقول له هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك فيقول له هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك القرآن الذي اظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وان كل تاجر من وراء تجارته (13)
__________
في تفسيره وقال قد روى حديث عدي هذا من طرق وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها اهـ (باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن سلام عن أبي أمامة الخ (غريبه) (2) تثنية الزهراء تأنيث الأزهر وهو المضيء الشديد الضوء سميتا زهراوين لكثرة أنوار الأحكام الشرعية والأسماء الحسنى العلية (3) أي سحابتان تظلان صاحبهما عن حر الموقف (4) هو كل شيء أظل الانسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها (5) بكسر الفاء وسكون الراء أي جماعتان من طير صواف جمع صافة وهي من الطيور ما يبسط أجنحتها في الهواء قال تعالى (صافات ويقبضن) (6) أي تدافعان الجحيم والزبانية وهو كناية عن المبالغة في الشفاعة (7) بالتحريك أي السحرة عبر عن السحرة بالبطلة لأن أفعالهم باطلة أي لا يستطيعون حفظها وقيل لا يستطيعون النفوذ في قارئها والله أعلم (تخريجه) (م) في الصلاة وزاد قال معاوية (يعني ابن سلام) بلغني ان البطلة السحرة (8) (سنده) حدثنا يزيد ابن عبد ربه ثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (9) أي لكثافتهما وارتكام البعض منهما على بعض وذلك من المطلوب في الظلال (وقوله بينهما شرق) بفتح الشين المعجمة وسكون الراء بعدها قاف أي ضوء (10) تقدم تفسير هذه الجملة في الحديث السابق (تخريجه) (م مذ) (11) (سنده) حدثنا أبو نعيم ثنا بشير بن المهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول الخ (غريبه) (12) الشاحب المتغير اللون والجسم لعارض من مرض أو سفر ونحوهما وقد شحب يشحب شحوبا (13) أي يبتغي الربح من وراء تجارته

الصفحة 69