كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

للملائكة هلموا ملكين (1) حتى نهبطهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطنا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر (2) فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا لا والله لا نشرك بالله شيئا أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله
__________
من يفسد فيها) بالمعاصي (ويسفك الدماء) يريقها بالقتل كما فعل بنو الجان وكانو فيها فلما أفسدوا أرسل الله عليهم الملائكة فطردوهم إلى الجزائر والجبال ذكره ابن جرير عن ابن عباس (ونحن نسبح) أي متلبسين (بحمدك) أي نقول سبحان الله وبحمده (ونقدس لك) ننزهك عما لا يليق بك فاللام زائدة والجملة حال أي فنحن أحق بالاستخلاف (قال) تعلى (اني أعلم ما لا تعلمون) من المصلحة في استخلاف آدم وان ذرتيه فيهم المطيع والعاصي فيظهر العدل بينهم (1) اي اختاروا ملكين من أفضلكم فاختاروا هاروت وماروت (2) هذا يفيد ان الله عز وجل مثل لهما كوكب الزهرة في صورة امرأة من أحسن النساء ويؤيده رواية ابن جرير عن ابن مسعود وابن عباس انهما قالا وانزلت الزهرة اليهما في صورة امرأة من أهل فارس يسمونها بيذخت لكن جاء في بعض الروايات عن ابن عباس ما يفيد انها امرأة حقيقية حسنها في النساء كحسن الزهرة في سائر الكواكب فالله اعلم (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال وهكذا رواه ابو حاتم وابن حبان في صحيحه عن الحسن عن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن بكير به وهذا حديث غريب من هذا الوجه ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين إلا موسى بن جبير هذا وهو الانصاري السلمي مولاهم المديني الحذاء وروى له أبو داود وابن ماجه وذكره ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل ولم يحك فيه شيئا من هذا ولا هذا فهو مستور الحال وقد تفرد به عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى له تابع من وجه آخر عن نافع كما قال ابن مردويه حدثنا دعلج بن احمد حدثنا هشام بن علي بن هشام حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا سعيد بن سلمة حدثنا موسى بن سرجس عن نافع عن ابن عمر سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فذكره بطوله (قلت) ثم ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى له طرقا أخرى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال (وأقرب ما يكون في هذا) أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار لاعن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب الاحبار قال ذكرت الملائكة أعمال بني آدم وما يأتون من الذنوب فقيل لهم اختاروا منكم اثنين فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما اني ارسل إلى بني آدم رسلا وليس بيني وبينكم رسولا انزلا لا تشركا بي شيئا ولا تزنيا ولا تشربا الخمر قال كعب فوالله ما أمسيا من يومهما الذي اهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه رواه ابن جرير من طريقين عن عبد الرزاق به ورواه ابن أبي حاتم عن احمد بن عصام عن مؤمل عن سفيان الثوري به ورواه ابن جرير ايضا حدثني المثنى أخبرنا المعلى وهو ابن أسد اخبرنا عبد العزيز بن الختار عن موسى بن عقبة حدثني سالم انه سمع عبد الله يحدث يحدث عن كعب الاحبار فذكره فهذا اصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الاسنادين المتقدمين وسالم

الصفحة 71