كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
(باب واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) (عن أنس) (1) قال قال عمر رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلى (2) فنزلت (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) وقلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب (3) واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة (4) فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن قال فنزلت كذلك (5) (باب وكذلك جعلناكم أمة وسطا) (عن أبي سعيد الخدري) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) (7) قال عدلا (وعنه أيضا) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح عليه السلام يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم؟ فيقولون
__________
الحافظ ابن كثير ان فريقا من العلماء قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنا من الله أن يصلي التصوع حيث توجه من شرق أو غرب في مسيره في سفره وفي حال المسابقة وشدة الخوف (باب) (1) (سنده) حدثنا هشيم أنبأنا حميد عن ا، س قال قال عمر الخ (غريبه) (2) قال ابراهيم النخعى الحرم كله مقام إبراهيم وقيل المسجد كله حرم إبراهيم وقيل أراد بمقام إبراهيم جميع مشاهد الحج مثل عرفة ومزدلفة وسائر المشاهد قال الامام البغوي والصحيح ان مقام ابراهيم هو الحجر الذي في المسجد يصلي اليه الأئمة وذلك الحجر الذي قام عليه ابراهيم عند بناء البيت وقيل كان أصابع رجليه بينا فيه فاندرس من كثرة المسح بالأيدي قال قتادة ومقاتل والسدى أمروا بالصلاة عند مقام ابراهيم ولم يؤمروا بمسحه وتقبيله (3) هي قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم الآية) (4) أي تألين عليه وأتين بأمور يكرهها بسبب الغيرة (5) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره قال ابن حاتم حدثنا أبي حدثنا الانصاري ثنا حميد عن أنس قال قال عمر بن الخطاب بلغني شيء كان بين أمهات المؤمنين وبين النبي صلى الله عليه وسلم فاستقريتهن أقول لتكفن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليبدلنه أزواجا خيرا منكن حتى أتيت على آخر أمهات المؤمنين فقالت يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن؟ فأمسكت فأنزل الله عز وجل (عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا) وهذه المرأة التي ردته عما كان فيه من وعظ النساء هي أم سلمة كما ثبت ذلك في صحيح البخاري اهـ (قلت) (سائحات) أي صائمات قاله أبو هريرة وعائشة وابن عباس وجمع كثير من التابعين وفيه حديث مرفوع (سياحة هذه الأمة الصيام) والله أعلم (تخريجه) (ق مذ نس جه) وغيرهم (باب) (6) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (7) قال الامام البغوي نزلت في رؤساء اليهود قالوا لمعاذ بن جبل ما ترك محمد قبلتنا إلا حسدا وان قبلتنا قبلة الأنبياء ولقد علم محمد أنا عدل بين الناس فقال إنا على حق وعدل فأنزل الله (وكذلك) أي وهكذا وقيل الكاف للتشبيه وهي مردودة على قوله (ولقد اصطفيناه في الدنيا) أي كما اخترنا ابراهيم وذريته واصطفيناهم كذلك (جعلناكم أمة وسطا) أي عدلا خيارا (قال أوسطهم) أي خيرهم وأعدلهم وخير الأشياء أوسطها وقال الكلبي يعني أهل دين وسط بين الغلو والتقصير لأنهما مذمومان في الدين (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (8) (سنده) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد