كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

ما أتانا من نذير أو ما أتانا من أحد قال فيقال لنوح من يشهد لك؟ فيقول محمد وأمته قال فذلك قوله عز وجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) قال الوسط العدل قال فيدعون فيشهدون له بالبلاغ قال ثم اشهد عليكم (باب وما كان الله ليضيع ايمانكم) (عن ابن عباس) (1) قال لما حولت القبلة قال أناس يا رسول الله أصحابنا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس (2) فأنزل الله (وما كان الله ليضيع إيمانكم) (باب قد نرى تقلب وجهك في السماء الخ) (عن أنس) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) (4) قمر رجل من بني
__________
الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (خ مذ نس جه) من طرق عن الأعمش (باب) (1) (سنده) حدثنا شاذان أخبرنا اسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال لما حرمت الخمر قال أناس يا رسول الله أصحابنا الذين ماتوا وهم يشربوها فأنزلت (ليس على آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) قال ولما حولت القبلة الخ (غريبه) (2) قال الامام البغوي في تفسيره سبب نزول هذه الآية ان حيي بن أخطب وأصحابه من اليهود قالوا للمسلمين أخبرونا عن صلاتكم نحو بيت المقدس ان كانت هدى فقد تحولتم عنها وان كانت ضلالة فقد دنتم الله بها ومن مات منكم عليها فقد مات على الضلالة فقال المسلمون انما الهدى ما أمر الله به والضلالة ما نهى الله عنه قالوا انما شهادتكم على من مات منكم على قبلتنا وكان قد مات قبل أن تحول الى الكعبة من المسلمين أسعد بن زرارة من بني النجار والبراء بن معرور من بني سلمة وكانوا من النقباء ورجال آخرون فانطلق عشائرهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يارسول الله صرفك الله إلى قبلة إبراهيم فكيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تعالى (وما كان الله ليضيع ايمانكم) يعني صلاتكم إلى بيت المقدس اهـ وقال الحافظ ابن كثير (وما كان الله ليضيع ايمانكم) أي بالقبلة الأولى وتصديقكم نبيكم واتباعه إلى القبلة الأخرى أي ليعطيكم أجرهما جميعا (ان الله بالناس لرءوف رحيم) الرأفة أشد الرحمة والله أعلم (تخريجه) (مذ طل) وصححه الترمذي وله شاهد عند البخاري من حديث أبي اسحاق السبيعي عن البراء قال مات قوم كانوا يصلون نحو المقدس فقال الناس ما حالهم في ذلك فأنزل الله تعالى (وما كان الله ليضيع ايمانكم) (باب) (3) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد عن ثابت عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه) (4) قال الامام البغوي في تفسيره هذه الآية وان كانت متأخرة في التلاوة فهي متقدمة في المعنى فإنها رأس القصة وأمر القبلة أول ما نسخ من أمور الشرع وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون بمكة إلى الكعبة فلما هاجر إلى المدينة أمره عز وجل أن يصلي نحو صخرة بيت المقدس ليكون أقرب إلى تصديق اليهود اياه اذا صلى إلى قبلتهم مع ما يجدون من نعته في التوراة فصلى بعد الهجرة ستة عشرا أو سبعة عشر شهرا إلى بيت المقدس وكان يحب ان يوجه إلى الكعبة لأنها كانت قبلة أبيه ابراهيم عليه السلام وهذه رواية ابن عباس فكان صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء ويدعو الله تعالى راجيا أن ينزل جبريل بما يحب من أمر القبلة فنزلت هذه الآية (قد نرى تقلب وجهك في السماء) اي دوام نظرك إلى السماء

الصفحة 77