كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
(أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) (1) إلى قوله تعالى (حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) (وعنه من طريق ثان) (2) ان احدهم كان إذا نام فذكر نحوا من حديث اسرائيل إلا أنه قال نزلت في ابي قيس بن عمرو (باب وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) (عن عدي بن حاتم) (3) قال لما نزلت هذه الآية (وكلوا
__________
قيس بن صرمة وأبو قيس بن صرمة وابو قيس بن عمرو فيمكن أن يقال أن كان اسمه صرمة بن قيس فمن قال فيه قيس بن صرمة قلبه وانما اسمه صرمة وكنيته أبو قيس أو العكس وأما أبوه فاسمه قيس أو صرمة على ما تقرر من القلب وكنيته أبو أنس ومن قال فيه أنس حذف أداة الكنية ومن قال فيه ابن مالك نسبه إلى جد له والعلم عند الله اهـ (1) الرفث كناية عن الجماع قال ابن عباس ان الله حي كريم يكنى كل ما ذكر في القرآن من المباشرة والملامسة الافضاء والدخول والرفث فانما عنى به الجماع وقال الزجاج الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجال من النساء قال أهل التفسير كان في ابتداء الأمر اذا أفطر حل له الطعام والشراب والجماع الى ان يصلي العشاء الآخرة فان رقد قبلها حرم عليه الطعام والنساء الى الليلة القابلة ثم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه واقع أهله بعد ما صلى العشاء فلما اغتسل اخذ يبكي ويلوم نفسه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني اعتذر إلى الله واليك من نفسي هذه الخاطئة اني رجعت إلى أهلي بعد ما صليت العشاء فوجدت رائحة طيبة فسولت لي نفسي فجامعت أهلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما كنت جديرا بذلك يا عمر فقام رجال واعترفوا بمثله فنزل في عمر وأصحابه (أحل لكم ليلة الصيام الرفث) بمعنى الافضاء إلى نسائكم بالجماع نزل نسخا لما كان في صدر الاسلام من تحريمه وتحريم الأكل والشرب بعد العشاء وسيأتي حديث عمر بعد حديثين (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) كناية عن تعانقهما أو احتياج كل منهما إلى صاحبه وقيل سمي كل واحد من الزوجين لباسا للآخر لتجردهما عند النوم واجتماعهما في ثوب واحد حتى يصير كل منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم) أي تخونونها وتظلمونها بالمجامعة بعد العشاء (فتاب عليكم) أي قبل توبتكم (وعفا عنكم) محا ذنوبكم (فالآن باشروهن) جامعوهن حلالا سميت المجامعة مباشرة لملاصقة بشرة كل واحد منهم صاحبه (وابتغوا) أي طلبوا (ما كتب الله لكم) أي ما أباحه من الجماع أو قدره من الولد (وكلوا واشربوا) الليل كله (حتى يتبين) يظهر (لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) أي الصادق بيان للخيط الأبيض وبيان الأسود محذوف أي من الليل شبه ما يبدو من البياض وما يمتد معه من الغبش بخيطين ابيض وأسود في الامتداد (ثم اتموا الصيام) من الفجر (إلى الليل) أي إلى دخوله بغروب الشمس (ولا تباشروهن) أي نسائكم (وأنتم عاكفون) مقيمون بنية الاعتكاف (في المساجد) متعلق بعاكفون نهى لمن كان يخرج وهو متعكف فيجامع امرأته ويعود (تلك) الأحكام المذكورة (حدود الله) حدها لعباده ليقفوا عندها (فلا تقربوها) ابلغ من لا تعتدوها المعبر به في آية أخرى (كذلك) كما بين لكم ما ذكر (يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون) محارمه (2) (سنده) حدثنا احمد بن عبد الملك قال ثنا زهير ثنا أبو اسحاق عن البراء بن عازب أن أحدهم كان الخ (تخريجه) (خ د نس مذ) (باب) (3) (سنده) حدثنا هشيم اخبرنا حصين عن الشعبي