كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك (1) وقال يا ابن حاتم انما ذاك بياض النهار من سواد الليل (باب علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم الخ) (عن عبد الله بن كعب بن مالك) (2) عن أبيه قال كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد فرجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وقد سهر عنده فوجد امرأته قد نامت فأرادها فقالت اني قد نمت قال ما نمت ثم وقع بها وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله تعالى (علم الله أنكم كنتم تختانون (3) أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم) (باب فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه الخ) (عن كعب بن عجرة) (4) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ونحن محرمون وقد حصرنا
__________
وعشرين (1) إنما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم منه لكونه سبق إلى فهمه أن المراد بالآية حقيقة الخيط الأبيض والخيط الأسوط فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد من الآية بياض النهار من سواد الليل (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام احمد وتقدم معناه في الحديث السابق وسنده صحيح (باب) (2) (سنده) حدثنا عتاب بن زياد قال أنا عبد الله قال انا ابن لهيعة قال حدثني موسى بن جبير مولى بني سلمة أنه سمع عبد الله بن كعب بن مالك يحدث عن أبيه قال كان الناس الخ (غريبه) (3) أي تظلمونها بتعريضها للعقاب وتنقيص حظها من الثواب (فتاب عليكم) حين تبتم بما ارتكبتم من المحظور (وعفا عنكم) يحتمل أنه يريد عن المعصية بعينها فيكون تأكيدا وتأنيسا زيادة على التوبة ويحتمل أن يريد عفا عما كان الزمكم من اجتناب النساء بمعنى تركه لكم كما تقول شيء معفو عنه أي متروك والله اعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمدوفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وقد ضعف اهـ (قلت) حديثه حسن اذا صرح بالتحديث وقد ضعف إذا عنعن وقد صرح بالتحديث في هذا الحديث فهو حسن وله شاهد من حديث البراءعند البخاري من طريق أبي اسحاق قال سمعت البراء قال (لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربونن النساء رمضان كله) زاد في الصيام عن البراء أيضا من طريق اسرائيل أنهم كانوا لا يأكلون ولا يشربون اذا ناموا ومفهوم ذلك ان الأكل والشرب كان مأذونا فيه ليلا ما لم يحصل النوم فيحمل قوله كانوا لا يقربون النساء على الغالب جمعا بين الأحاديث (وكان رجال يخونون أنفسهم) أي يجامعون ويأكلون ويشربون منهم عمر بن الخطاب وكعب بن مالك وقيس بن صرمة الانصاري (فأنزل الله تعالى علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره وقال علي بن طلحة عن ابن عباس قال كان المسلمون في شهر رمضان اذا صلوا العشاء حرم عليهم العشاء والطعام إلى مثلها من القابلة ثم ان اناسا من المسلمين أصابوا من النساء والطعام في شهر رمضان بعد العشاء منهم عمر بن الخطاب فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى (علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن) الآية (باب) (4) هذا الحديث تقدم بطريقيه في أبواب ما يجوز للمحرم فعله من كتاب الحج في الجزء الحادي عشر صحيفة 219 رقن 182 وترجعت له (بباب حديث كعب بن عجرة وتعدد طرقه) وذكرت له ثمان طرق رواها كلها الامام احمد في مسنده بأسانيدها وقد بسطت الكلام على شرحه وأحكامه وهو حديث صحيح رواه (ق لك طل والأربعة وغيرهم) فارجع اليه ترى ما يسرك أما

الصفحة 83