كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
المشركون وكانت لي وفرة فجعلت الهوام تساقط على وجهي فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيؤذيك هوام رأسك؟ قلت نعم فأمرني أن أحلق قال ونزلت (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) (ومن طريق ثان) (1) عن عبد الله بن معقل قال قعدت إلى كعب بن عجرة رضي الله عنه وهو في المسجد (2) فسألته عن هذه الآية (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) قال فقال كعب نزلت فيي فقد كان بي أذى من رأسي فحملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك ما أرى أتجد شاة؟ فقلت لا فنزلت هذه الآية (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) قال صوم ثلاثة أيام أو اطعام ستة مساكين نصف صاع نصف صاع طعام لكل مسكين قال فنزلت في خاصة وهي لكم عامة (3) (باب ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) (عن أبي أمامة التيمي) (4) قال قلت لابن عمر رضي الله عنهما انا نكرى (5) فهل لنا من حج؟ قال أليس تطوفون بالبيت وتأتون المعروف؟ (6) وترمون الجمار وتحلقون رءوسكم؟ قال قلنا بلى فقال ابن عمر جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل عليه السلام بهذه الآية (7) (ليس عليكم جناح أن
__________
تفسير الآية فقد قال الامام البغوي في قوله تعالى (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه) معناه لا تحلقوا رءوسكم في حال الاحرام إلا أن تضطروا إلى حلقه لمرض أو لأذى في الرأس من هوام أو صداع (ففدية) فيه اضمار أي فحلق فعليه فدية (من صيام) أي ثلاثة أيام (أو صدقة) أي ثلاثة آصع على ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع (أو نسك) واحدتها نسيكة أي ذبيحة أعلاها بدنة وأوسطها بقرة وأدناها شاة أيتها شاء ذبح فهذه الفدية على التخيير والتقدير ويتخير بين أن يذبح أو يصوم أو يتصدق وكل هدى أو طعام يلزم المحرم يكون بمكة ويتصدق به على مساكين الحرم إلا هديا يلزم المحصر فإنه يذبحه حيث أحصر وأما الصوم فله أن يصوم حيث شاء (1) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الاصبهاني عن عبد الله بن معقل الخ (2) زاد في رواية يعني مسجد الكوفة (3) يريد أن هذه الآية نزلت بسببه خاصة وأما حكمها فهو عام لجميع المسلمين (تخريجه) (ق لك طل والأربعة) من طرق متعددة (باب) (4) (سنده) حدثنا اسباط حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي أمامة التيمي الخ (غريبه) (5) بضم النون وكسر الراء بينها كاف ساكنة مضارع الرباعي يقال اكرى دابته فهو مكر وكرى من الكراء وهو أجسر المستأجر والمعنى اننا نكرى دوابنا للحجاج ونكون معهم في جميع المشاهد (6) بفتح الراء المشددة قال في النهاية الوقوف بعرفة وهو التعريف أيضا اهـ (وفي اللسان) وعرف القوم وقفوا بعرفة وهو المعرف للموقف بعرفات (7) هذا سبب من أسباب نزول هذه الآية ولها سببب آخر جاء عند البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) في مواسم الحج ورواه أيضا البغوي في تفسيره وزاد بعد قوله في مواسم الحج (قرأ ابن عباس كذا) يعني ان لفظ في مواسم الحج من القرآن عند ابن عباس والتحقيق انها تفسير لا قرآن ومعنى قوله تعالى (ليس عليكم جناح) أي حرج (أن تبتغوا فضلا) أي رزقا (من ربكم) يعني بالتجارة في مواسم الحج