كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

تبتغوا فضلا من ربكم) فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتم حجاج (1) (باب يسألونك عن الخمر والميسر الخ) (عن أبي هريرة) (2) قال حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم (يسألونك عن الخمر (3) والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما الخ الآية) فقال الناس ما حرم علينا إنما قال فيهما إثم كبير وكانوا يشربون الخمر (4) حتى اذا كان يوم من الايام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب خلط في قراءته (5) فأنزل الله فيها آية أغلظ منها (يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) وكان الناس يشربون حتى يأنى أحدهم الصلاة وهو مفيق ثم انزلت آية أغلظ من ذلك (6) (يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب (7) والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) فقالوا انتهينا ربنا فقال الناس يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله أو ماتوا على فراشهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا ومن عمل الشيطان فأنزل الله (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا) الخ الآية (8) فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو حرمت عليهم لتركوها كما تركتم (9)
__________
أو اكراء دوابكم للحجاج (1) يعني كتب لكم ثواب الحج والله أعلم (تخريجه) (د طل عب) والطبري وعبد بن حميد في تفسيريهما وابن أبي حاتم وسنده جيد (باب) (2) (سنده) حدثنا سريج يعني ابن النعمان حدثنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (3) هو كل مسكر خامر العقل (والميسر) يعني القمار (قل فيهما) أي في تعاطيهما (إثم كبير) أي عظيم لما يحصل بسببهما من المخاصمة والمشاتمة وفحش القول (ومنافع للناس) باللذة والفرح في الخمر واصابة المال بلا كد في الميسر (وإثمهما) أي ما ينشأ عنهما من المفاسد (أكبر) أي أعظم (من نفعهما) (4) جاء في رواية عند البغوي فتركها قوم لقوله (إثم كبير) وشربها قوم لقوله (ومنافع للناس) (5) جاء عند البغوي فقرأ (قل يا ايها الكافرون أعبد ما تعبدون) هكذا إلى آخر السورة بحذف لا (6) لم يذكر سبب تحريمها في هذه المرة الثالثة التي هي أغلظ الجميع وفيها حرمت الخمر بتاتا وسيأتي سبب ذلك عند قوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر الآية) من سورة المائدة ان شاء الله تعالى (7) يعني الأوثان سميت بذلك لأنهم كانوا ينصبونها واحدها نصب بفتح النون وسكون الصاد ونصب بضم النون مخففا ومثقلا (والأزلام) يعني القداح التي كانوا يستقسمون بها واحدها زلم بالتحريك قال في النهاية كانت في الجاهلية عليها مكتوب الأمر والنهي افعل ولا تفعل كان الرجل منهم يضعها في وعاء له فإذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج منها زلما فإن خرج الأمر مضى لشأنه وان خرج النهي كف عنه ولم يفعله (رجس) أي خبيث مستقذر (من عمل الشيطان) أي تزيينه (فاجتنبوه) الضمير عائد على الرجس أي اتركوه (لعلكم تفلحون) (8) سأتي تفسيرها في سورة المائدة (9) معناه لو حرمت عليهم قبل موتهم لتركوها وحينئذ فلا إثم على من مات وهو يشربها قبل التحريم والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي

الصفحة 85