كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(عن أبي ميسرة) (1) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما نزل تحريم الخمر قال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير) قال فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في سورة النساء (يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في المائدة فدعى عمر فقرئت عليه فلما بلغ (فهل أنتم منتهون) قال فقال عمر انتهينا انتهينا (باب وان تخالطوهم فاخوانكم) (عن ابن عباس) (2) قال لما نزلت (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد واللحم ينتن فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت (وإن تخالطوهم فإخوانكم (3) والله
__________
وقال رواه أحمد وأبو وهب مولى أبي هريرة لم يجرحه أحد ولم يوثقه وأبو نجيح ضعيف لسوء حفظه وقد وثقه غير واحد وسريج ثقة اهـ (قلت) وله شواهد كثيرة تعضده (1) (سنده) حدثنا خلف ابن الوليد حدثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن ابي ميسرة عن عمر بن الخطاب الخ (تخريجه) (ك) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه اهـ (قلت) وأقره الذهبي وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره ثم قال وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق عن اسرائيل عن أبي اسحاق وكذا رواه ابن أبي حاتم وابن مردوية من طريق الثوري عن أبي اسحاق عن أبي ميسرة واسمه عمرو ابن شرحبيل الهمذاني الكوفي عن عمر وليس له عنه سواه لكن قد قال أبو زرعه لم يسمع منه والله أعلم وقال علي بن المديني هذا اسناد صالح صحيح وصححه الترمذي وزاد ابن ابي حاتم بعد قوله انتهينا انها تذهب المال وتذهب العقل اهـ (باب) (2) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا اسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (3) هذه إباحة المخالطة أي وان تشاركوهم في أموالهم وتخلطوها بأموالكم في نفقاتكم ومساكنكم وخدمكم ودوابكم فتصيبوا من أموالهم عوضا من قيامكم بأمورهم أو تكافئوهم على ما تصيبون من اموالهم (فاخوانكم) أي فهم اخوانكم والاخوان يعين بعضهم بعضا ويصيب بعضهم من أموال بعض على وجه الاصلاح والرضا (والله يعلم المفسد) لأموالهم (من المصلح) لها يعني الذي يقصد بالمخالطة الخيانة وإفساد مال اليتيم وأكله بغير حق من الذي يقصد الاصلاح (تخريجه) الحديث سنده صحيح وأخرجه الحاكم من طريق اسرائيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره ثم قال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي وذكر نحوه الحافظ ابن كثير في تفسيره فقال قال ابن جرير حدثنا سفيان عن وكيع حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) و (ان الذين ياكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه فجعل يفضل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله (ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم) فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم وهكذا رواه أبو داود والنسائي

الصفحة 86