كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

استحت الأنصارية أن تسأله فخرجت فحدثت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ادعي الانصارية فدعيت فتلا عليها هذه الآية (نساؤكم حرث لكم (1) فأتوا حرثكم أنى شئتم) صماما واحدا (عن أم سلمة رضي الله عنها) (2) قالت لما قدم المهاجرون المدينة على الانصار تزوجوا من نسائهم وكان المهاجرون يجبون وكانت الانصار لا تجبي فأراد رجل من المهاجرين امرأته على ذلك فأبت عليه حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحيت أن تسأله فسألته أم سلمة فنزلت (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم) وقال لا (3) إلا في صمام واحد (عن ابن عباس) (4) قال أنزلت هذه الآية (نساؤكم حرث لكم) في أناس من الانصار أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتها على كل حال اذا كان في الفرج (وعنه أيضا) (5) قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال وما الذي أهلكك؟ قال حولت رحلي البارحة (6) قال فلم يرد عليه شيئا قال فأوحى الله إلى رسوله هذه الآية (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)
__________
(من جبى امرأته كان ولده أحول) فإن الولد لا يكون إلا من الوطء في القبل (1) يعني موضع زرعكم الولد (فأتوا حرثكم) أي محله وهو القبل (أنى شئتم) أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات وأنى حرف استفهام يكون سؤالا عن الحال والمحل معناه كيف شئتم وحيث شئتم بعد أن يكون في صمام واحد وقال عكرمة (أنى شئتم) انما هو الفرج ومثله عن الحسن وقيل (حرث لكم) أي مزرع لكم ومنبت الولد بمنزلة الأرض التي تزرع وفيه دليل على تحريم الوطء في الدبر لأن محل الحرث والزرع هو القبل والله أعلم (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح ثم قال وابن خثيم هو عبد الله بن عثمان بن خثيم وابن سابط هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي المكي وحفصة هي بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ويروى في سمام واحد اهـ بكسر السين أي في ثقب واحد وهو من سمام الإبرة أي ثقبها والله أعلم (2) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط عن حفصة بنت عبد الرحمن عن أم سلمة الخ (غريبه) (3) أي لا تفعلوا ذلك إلا في صمام واحد وهو الفرج (تخريجه) هو كالذي قبله في المعنى وقد رواه الترمذي وصححه ولأبي داود هذا المعنى من رواية ابن عباس وأورده الحافظ في التلخيص وسكت عنه (4) (سنده) حدثنا يحيى بن غيلان ثنا رشدين ثنا حسن بن ثوبان عن عامر بن يحيى المعافري حدثني حنش (فسألوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) عن ابن عباس قال أنزلت هذه الآية الخ (قلت) هذه الجملة التي جاءت بين قوسين في السند ليس لها معنى وهي خطأل من الناسخ أو جامع الحروف للطبع فربما اختلف نظره إلى حديث آخر فيه هذه الجملة فأثبتها هنا بدون قصد والصواب (حدثني جنش عن ابن عباس الخ) (تخريجه) أورده الهيثمي وعزاه للطبراني وغفل عن عزوه للامام احمد قال وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف (5) (سنده) حدثنا حسن ثنا يعقوب يعني القسمى عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء عمر بن الخطاب الخ (غريبه) (6) كنى برحله عن زوجته أراد به غشيانها في قبلها من جهة ظهرها لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله إما نقلا من الرحل بمعنى المنزل

الصفحة 88