كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
أقبل (1) وأدبر واتق الدبر والحيضة (2) (باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) (عن زيد بن ثابت) (3) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة (4) ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منها قال فنزلت (حافظوا على الصلوات (5) والصلاة الوسطى) وقال ان قبلها صلاتين وبعدها صلاتين (6) (عن الزبرقان) (7) ان رهطا من قريش مر بهم زيد بن ثابت وهم مجتمعون فأرسلوا إليه غلامين لهم يسألانه عن الصلاة الوسطى فقال هي العصر فقام اليه رجلان منهم فسألاه فقال هي الظهر (8) ثم انصرفا إلى أسامة بن زيد فسألاه فقال هي الظهر (9) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالهجير ولا يكون وراءه إلا الصف والصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم فأنزل الله تعالى (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) قال فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لينتهين رجال (10) أو لأحرقن بيوتهم
__________
أو من الرحل بمعنى الكور وهو للبعير كالسرج للفرس كذا في مجمع البحار (1) أي جامع من جانب القبل (وأدبر) أي أولج في القبل من جانب الدبر (واتق الدبر) أي إيلاجه فيه وقد تقدم تحريم الايلاج في الدبر في باب النهي عن اتيان المرأة في دبرها في الجزء السادس عشر صحيفة 224 (قال الطيبي) رحمه الله في تفسير قوله تعالى (فأتوا حرثكم أنى شئتم) قال الحرث يدل على اتقاء الدبر (وأنى شئتم) على اباحة الاقبال والإدبار والخطاب في التفسير خطاب عام وان كل من يتأتى منه الإقبال والإدبار فهو مأمور بهما (2) الحيضة بكسر الحاء اسم الحيض والحال التي تلزمها الحائض من التجنب كالجلسة والقعدة من الجلوس والقعود كذا في النهاية والمعنى اتق المجامعة في زمانها (تخريجه) (د مذ جه) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب (باب) (3) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة حدثني عمر بن الحكم قال سمعت الزبرقان يحدث عن عروة بن الزبير عن زيد بن ثابت الخ (غريبه) (4) أي في وقت اشتداد الحر في نصف النهار ولم يكن يصلى صلاة أشد وأسعب على أصحابه من صلاة الظهر وذلك لكونه يصلى وقت شدة الحر ثم أبرد بعد ذلك وأمر بالابراد أيضا (5) أي الخمس لا تتهاونوا في أدائها في وقتها (والصلاة الوسطى) خصه بالذكر لعظم فضلها (6) الظاهر أن القائل قبلها صلاتين وبعد صلاتين هو زيد بن ثابت لما في رواية الطحاوي عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهجير وكانت أثقل الصلوات على أصحابه فنزلت (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) لأن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين وظاهر الحديث يدل على أن الصلاة الوسطى هي الظهر وهو قول زيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري وأسامة بن زيد لأنها وسط النهار وهي أوسط صلاة النهار في الطول والله أعلم (تخريجه) (د طح هق) والبخاري في التاريخ (7) (سنده) حدثنا يزيد بن ابي ذئب عن الزبرقان الخ (غريبه) (8) تقدم انه قال للغلامين هي العصر وهنا قال هي الظهر فيحتمل أنه نسى فقال للغلامين هي العصر ويحتمل أن الغلامين أخطأ في التبليغ والله أعلم (9) قال على القارى الظاهر أن هذا اجتهاد من الصحابي نشأ من ظنه أن الآية نزلت في الظهر فلا يعارض نصه من أنها العصر اهـ (قلت) يعني قوله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق (حبسونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا) وسيأتي الكلام على ذلك (10) يعني عن التخلف عن