كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
(عن شقيق بن عقبة) (1) عن البراء بن عازب قال نزلت (حافظوا على الصلوات وصلاة العصر) فقرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن نقرأها لم ينسخها الله (2) فأنزل (حافظوا على الصلوات وصلاة (3) الوسطى) فقال له رجل كان مع شقيق يقال له أزهر وهي صلاة العصر؟ قال قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله تعالى والله أعلم (4) (عن أبي يونس) (5) مولى عائشة رضي الله عنها قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا قال اذا بلغت إلى هذه الآية (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) فآذنى (6) فلما بلغتها آذنتها فأملت علي (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر (7) وقوموا لله قانتين) (8) قالت سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (9)
__________
الجماعة (تخريجه) (طل) وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره ثم قال والزبرقان هو ابن عمرو بن أمية الضمري لم يدرك أحدا من الصحابة والصحيح ما تقدم من روايته عن زهرة بن معبد وعروة بن الزبير (قلت) يعني الحديث المتقدم (1) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا فضيل يعني ابن مرزوق عن شقيق بن عقبة الخ (غريبه) (2) هكذا بالأصل (لم ينسخها الله فأنزل) وجاء عند مسلم بلفظ (ثم نسخها الله فأنزل) الخ وهو الصواب كما يدل عليه السياق (3) هكذا بالأصل (وصلاة الوسطى) بدون لام التعريف وجاء عند مسلم والصلاة الوسطى بلام التعريف وهو الصواب لأنه الثابت في القراءات والظاهر ان ما في المسند تحريف من الناسخ (4) إنما قال زيد ذلك لأن القرآن لم يصرح بأنها صلاة العصر وفوض علمها لله عز وجل بقوله والله أعلم (تخريجه) (م) (5) (سنده) حدثنا اسحاق قال اخبرني مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة الخ (غريبه) (6) فآذنى بالمد أي أعلمني والظاهر أنها امرته ان يعلمها لأنها أرادت أن تملي عليه زيادة لم تكن ثابتة فيما كان ينسخ منه (7) قال ابن عبد البر فقوله (وصلاة العصر) بالواو الفاصلة التي لم يختلف في ثبوتها في حديث عائشة قال وثبوتها يدل على أنها ليست الوسطى قال الباجى لأن الشيء لا يعطف على نفسه قال وهذا يقتضي أن يكون بعد جمع القرآن في مصحف وقبل أن تجمع المصاحف على المصاحف التي كتبها عثمان وأنقذها إلى الأمصار لأن لم يكتب بعد ذلك في المصاحف إلا ما أجمع عليه وثبت بالتواتر أنه قرآن (8) أي مطيعين وقيل ساكتين وكلا التفسيرين جاء في الحديثين بعد هذا (9) قال الباجي يحتمل أنها سمعتها على أنها قرآن ثم نسخت كما في حديث البراء (يعني الحديث السابق) فلعل عائشة لم تعلم بنسخها أو اعتقدت انها مما نسخ حكمه وبقي رسمه والله أعلم (تخريجه) (م لك فع د مذ) كلهم رووه عن مالك وروى الامام مالك أيضا عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع أنه قال كنت أكتب مصحفا لحفصة أم المؤمنين فقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) فلما بلغتها آذنتها فأملت علي (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) قال الحافظ وحديث عائشة وحفصه من حجج من قال إنها غير العصر لأن العطف يقتضي المغايرة فتكون العصر غير الوسطى (وأجيب) باحتمال زيادة الواو ويؤيده ما رواه أبو عبيد باسناد صحيح عن أبي بن كعب أنه كان يقرؤها (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) بغير الواو وباحتمال أنها عاطفة لكن عطف صفة لا عطف ذات بدليل رواية ابن جرير عن عروة كان في مصحف عائشة والصلاة