كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
(عن عبد الله بن رباح) (1) عن أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم ساله أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال الله ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال أبي آية الكرسي قال ليهنك العلم أبا المنذر والذي نفسير بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس (2) الملك عند ساق العرش (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) (3) عن أبي أيوب (الأنصاري رضي الله عنه) أنه كان في سهوة (4) له فكانت الغول (5) تجيء فتأخذ
__________
التالي بلفظ (ليهنك العلم) بصيغة الأمر للغائب أي ليكن العلم هنيئا لك قال ابن الملك هذا دعاء له بتيسير العلم له ورسوخه فيه (وقوله يا أبا المنذر) كنية أبي بن كعب وبهذا يعلم أن راوي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبي بن كعب رضي الله عنه وكرر لفظ العلم مرتين للتأكيد (تخريجه) لم اقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام احمد واورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) ويؤيده ايضا الحديث التالي (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن سعيد الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح عن أبي (ز) وحدثنا عبد الله حدثني عبيد الله القواريري ثنا جعفر بن سليمان ثنا الجريري عن بعض اصحابه عن عبد الله بن رباح عن أبي (يعني ابن كعب) أن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) أي تنزه ملك الملوك وهو الله عز وجل عن كل عيب ونقص والحديث محمول على ظاهره فإن الله عز وجل قادر على ايجاد النطق واللسان والشفتين بكل شيء كيف وهو القائل (ولقد الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) ولذلك نظائر كثيرة منها حديث ابن عباس مرفوعا (يأتي الحجر (يعني الحجر الأسود) يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق) وهو حديث صحيح وتقدم في الجزء الثاني عشر في كتاب الحج صحيفة 25 رقم 231 فارجع اليه (تخريجه) (م) من طريق الجريري أيضا بسند الامام أحمد وليس عنده زيادة (والذي نفسي بيده) الخ وقد جاء هذا الحديث في المسند بسندين السند الأول للامام احمد والسند الثاني لعبد الله بن الامام احمد في زوائده على مسند أبيه وفي سند عبد الله رجل مبهم وأظنه ابا السليل والله أعلم والحديث صحيح وأورده الهيثمي وقال هو في الصحيح باختصار رواه احمد ورجاله رجال الصحيح اهـ (قال ابن الملك) وفي هذا الحديث (يعني والذي قبله) حجة للقول بجواز تفضيل بعض القرآن على بعض وهو المختار فيكون جميع الآيات فاضلة وبعضها أفضل بمعنى أن يكون الثواب بها أكثر لمعنى فيها كما كان يقال في جميعها بليغ وبعضها ابلغ اهـ والله أعلم (3) (سنده) حدثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن ابن ابي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الخ (قلت) سفيان هو الثورى (عن أبن أبي ليلى) هو محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى الأنصاري الكوفي (عن أخيه) هو عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الانصاري الكوفي (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) الانصاري المدني ثم الكوفي ثقة من كبار التابعين والد محمد وعيسى المذكورين (فائدة) ابن ابي ليلى إذا اطلق في كتب الفقه فالمراد به محمد بن عبد الرحمن بن يسار الكوفي واذا اطلق في كتب الحديث فالمراد به أبوه كذا في جامع الاصول لابن الأثير (غريبه) (4) قال في النهاية السهوة بيت صغير منحدر في الأرض قليلا شبيه بالمخدع (بضم الميم وسكون المعجمة) والخزانة وقيل هو كالصفة تكون بين يدي البيت وقيل شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشيء اهـ (5) قال المنذري بضم الغين المعجمة