كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله قال فجاءت فقال لها فأخذها فقالت له انى لا أعود فأرسلها فجاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك؟ قال أخذتها فقالت لي اني لا أعود فأرسلتها فقال انها عائدة فأخذتها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تقول لا أعود ويجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول له ما فعل اسيرك؟ فيقول أخذتها فتقول لا اعود فيقول انها عائدة فأخذها فقالت أرسلني وأعملك شيئا تقول فلا يقربك شيء (1) آية الكرسي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال صدقت وهي كذوب (2) (باب واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى) (عن أبي ابراهيم) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام (4) إذ قال (رب ارني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن؟ (5) قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله لوطا لقد كان يأوى إلى ركن شديد (6) ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت
__________
هو شيطان يأكل الناس وقيل هو من يتلون من الجن اهـ وقال في النهاية الغول أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا أي تتلون تلونا في صور شتى وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله يعني بقوله (لا غول ولا صفر) قيل قوله لا غول ليس نفيا لعين الغول ووجوده وانما فيه ابطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله فيكون المعنى بقوله لا غول أنها لا تستطيع أن تضل أحدا ثم ذكر حديث (اذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان) أي ادفعوا شرها بذكر الله وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها (1) جاء عند الترمذي (فلا يقربك شيطان ولا غيره) أي مما يضرك (2) هو من التتميم البليغ لأنه لما أوهم مدحها بوصفه الصدق في قوله صدقت استدرك نفي الصدق عنها بصيغة مبالغة والمعنى صدقت في هذا القول مع أنها عادتها الكذب المستمر وهو كقولهم قد يصدق الكذوب وقد وقع أيضا لابي هريرة عند البخاري وأبي بن كعب عند النسائي وأبي أسيد الانصاري عند الطبراني وزيد بن ثابت عند ابن أبي الدنيا قصص في ذلك وهو محمول على التعدد والله أعلم (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب وأورده المنذري في الترغيب وذكر تحسين الترمذي وأقره (باب) (3) (سنده) حدثنا وهب ابن جرير ثنا أبي قال سمعت يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (4) معناه لو كان الشك في القدرة متطرقا إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به وقد علمتم أني لم اشك فإبراهيم صلى الله عليه وسلم لم يشك وقيل لما نزلت هذه الآية قال قوم شك ابراهيم ولم يشك نبينا فقال صلى الله عليه وسلم هذا القول تواضعا منه وتقديما لابراهيم على نفسه ومعلوم أنه لا يجوز على الأنبياء صلوات الله عليهم مثل هذا الشك في إحياء الموتى لأنه كفر والأنبياء متفقون على الايمان بالبعث فقول ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (رب ارني كيف تحيي الموتى) يريد أن يشاهد كيفية جمع أجزاء الموتى بعد تفريقها وايصال الأعصاب والجلود بعد تمزيقها فأراد أن يترقى من علم اليقين إلى عين اليقين (5) عطف على مقدر أي لم تعلم ولم تؤمن بأني قادر على الاحياء كيف أشاء (قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) أي آمنت ولكن سألت ذلك ليزداد قلبي سكونا بانضمام العلوم بالبيان إلى المعلوم بالبرهان (6) يشير إلى الآية (لو أن لي بكم قوة أو آوى ركن شديد) يعني الاله القوي المتين فإنه لا ركن أقوى