كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
الداعي (1) (باب لله ما في السموات وما في الأرض وان تبدو مافي أنفسكم أو تخفوه الخ) (عن أبي هريرة) (2) قال لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم (لله ما في السموات وما في الأرض (3) وان تبدوا ما في أنفسكم (4) أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء (5) والله على كل شيء قدير) فاشتد ذلك على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جثوا على الركب فقالوا يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق من الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزل الله عليك هذه الآية ولا نطيقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم (7) سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فلما أقر بها القوم وذلت لها السنتهم أنزل الله عز وجل في اثرها (آمن الرسول (8) بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق (9) بين أحد من رسله) قال عفان (10) قرأها سلام أبو المنذر يفرق (11) (وقالوا سمعنا (12)
__________
منه يركن اليه ويعتمد عليه جل شأنه (1) أي لأسرعت الاجابة في الخروج من السجن عند ما قال الملك (ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) ولما قدمت طلب البراءة فرصفه بشدة الصبر والأناة حيث لم يبادر بالخروج وانما قال صلى الله عليه وسلم تواضعا والتواضع لا يحط مرتبة الكبير بل يزيده رفعة واجلالا وقيل هو من جنس قوله لا تفضلوني على يونس وقد قيل انه قاله قبل أن يعلم أنه أفضل من الجميع والله أعلم (تخريجه) (ق جه) (باب) (2) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا عبد الرحمن بن ابراهيم قال ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة الخ (التفسير) (3) أي ملكا وأهلها له عبيد وهو مالكهم (4) يعني ما في قلوبكم مما عزمتم عليه (5) قال الامام البغوي في تفسيره ومعنى هذه الآية (وان تبدوا ما في أنفسكم) فتعملوا به (أو تخفوه) مما اضمرتم ونويتم (يحاسبكم به الله) ويخبركم به ويعرفكم اياه ثم يغفر للمؤمن اظهارا لفضله ويعذب الكافرين اظاهرا لعدله وهذا معنى قول الضحاك ويروى عن ابن عباس ما يدل عليه انه قال يحاسبكم به الله ولم يقل يؤاخذكم به والمحاسبة غير المؤاخذة (والله على كل شيء قدير) ومنه محاسبتكم وجزاؤكم (6) انما اشتد ذلك عليهم وهمهم هذا الأمر جدا لكونهم فهموا أن الله عز وجل يحاسبهم ويؤاخذهم بكل شيء حتى ما حدثت به نفوسهم وما خطر بقلوبهم (7) يعني اليهود والنصارى (8) أي صدق محمد (بما أنزل اليه من ربه) أي من القرآن (والمؤمنون) عطف عليه (كل) تنوينه عوض من المضاف اليه يعني كل واحد منهم ولذلك وحد (9) فيه اضمار أي يقولون لا نفرق (بين أحد من رسله) فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعل اليهود والنصارى (10) يعني أحد رجال السند (11) أي بالياء التحتية بدل النون وهي قراءة يعقوب فيكون خبرا عن الرسول أو معناه لا يفرق الكل وانما قال بين أحد ولم يقل بين آحاد لأن الأحد يكون للواحد والجمع قال تعالى (فما منكم من أحد عنه حاجزين) (12) أي سمعنا ما أمرنا به سماع قبول (وأطعنا) أمرك روى عن حكيم عن جابر أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية ان الله عز وجل قد أثنى عليك وعلى أمتك فسل تعطه فسأل بتلقين الله تعالى فقال (غفرانك ربنا) بالنصب على المصدر أي اغفر غفرانك أو على المفعول به أي نسألك غفرانك (واليك المصير) أي