كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب (1) الأحمر (عن أنس) (2) قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مررت ليلة أسرى بى على موسى فرأيته قائما يصلى فى قبره (3) زاد فى رواية عند الكثيب الأحمر (باب ذكر نبوة يوشع بن نون وقيامه بأعباء بنى اسرائيل بعد وفاة موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام ومعجزته) (عن أبى هريرة) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشمس لم تحبس على بشر الا ليوشع بن نون (5) ليالى سار إلى بيت المقدس (6)
__________
وأما سؤاله الا دناه من الأرض المقدسة فلشرفها وفضيلة من فيها من المدفونين من الأنبياء وغيرهم (1) الكثيب الرمل المستطيل المحدودب، وقد استدل الحافظ ابن كثير ابن كثير بهذا الحديث على ان موسى عليه السلام مات بالتيه قال وقد زعم بعضهم أن موسى عليه السلام هو الذى خرج بهم من التية ودخل بهم الارض المقدسة، وهذا خلاف ما عليه أهل الكتاب وجمهور المسلمين، قال ومما يدل على ذلك قوله لما اختار الموت رب ادننى الى الارض المقدسة رمية بحجر (أى قدر ما يبلغه الحجر عند رميه) ولو كان قد دخلها لم يسأل ذلك، ولكن لما كان مع قومه بالتيه وحانت وفاته عليه السلام أحب أن يتقرب الى الارض التى هاجر اليها وحث قومه عليها ولكن حال بينهم وبينها القدر رمية بحجر، ولهذا قال سيد البشر فلو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر (تخريجه) (ق حب، وغيرهم) (قال الحافظ ابن كثير) فى تاريخه وذكر وهب بن منبه أن موسى عليه السلام مر بملاء من الملائكة يحفرون قبرا فلم ير أحسن منه ولا أعزو ولا أبهج، فقال يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر؟ فقالوا لعبد من عباد الله كريم فان كنت تحب ان تكون هذا العبد فادخل هذا القبر وتمدد فيه وتوجه الى ربك وتنفس أسهل تنفس، ففعل ذلك فمات صلوات الله وسلامه عليه: فصلت عليه الملائكة ودفنوه، قال وذكر أهل الكتاب وغيرهم انه مات وعمره مائة وعشرون سنة (2) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سليمان التيمى عن أنس (يعنى ابن مالك) الخ (غريبه) (3) قال القاضى عياض قد تكون الصلاة هنا بمعنى الذكر والدعاء وهى من أعمال الآخرة، قال الله تعالى (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام) قال (فان قيل) كيف رأى موسى عليه السلام يصلى فى قبره وصلى النبى صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ببيت القدس ووجدهم على مراتبهم فى السموات وسلموا عليه ورحبوا به (فالجواب) انه يحتمل أن تكون رؤيته موسى فى قبره عند الكثيب الاحمر كانت قبل صعود النبى صلى الله عليه وسلم الى السماء وفى طريقه الى بيت المقدس ثم وجد موسى قد سبقه الى السماء، ويحتمل انه صلى الله عليه وسلم رأى الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم وصلى بهم على تلك الحال لأول ما رآهم ثم سألوه ورحبوا به ويكون اجتماعه بهم وصلاته ورؤيته موسى بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى والله أعلم (باب) (4) (سنده) حدثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو بكر بن عشام عن ابن سيرين عن أبى هريرة الخ (غريبه) (5) قال الحافظ ابن كثير فى تاريخ هو يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف ابن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم افحليل عليهم السلام وأهل الكتاب يقولون إن يوشع بن عم هود وقد ذكره الله تعالى فى القرآن غير مصرح باسمه فى قصة الخضر كما تقدم فى قوله (واذ قال موسى لفتاه) (فلما جاوزا قال لفتاه) وقد ثبت فى الصحيح من رواية أبىّ بن كعب رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه يوشع بن نون، وهو متفق عليه نبوته عند أهل الكتاب، فان طائفة منهم وهم السامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع بن نون لأنه مصرح به فى التوراة (6) سبب حبس الشمس ليوشع بن نون

الصفحة 104