كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
(وعنه أيضا) (1) قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم غزا نبى من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعنى رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبنى بها ولم يبن، ولا أحد قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها، ولا أحد قد اشترى غنما أو خلِفات وهو ينتظر أولادها، فغزا فدنا من القرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال الشمس أنت مأمورة وأنا مامور، اللهم أحبسها علىّ شيئا: فحبست عليه حتى فتح الله عليه، فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعم، فقال فيكم غلول، فليبايعنى من كل قبيلة رجل، فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول، فلتبايعنى قبيلتك، فبايعته قبيلته قال فلصق بيد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال فيكم الغلول: أنتم غللتم، فأخر جوا له مثل رأس بقرة من ذهب، قال فوضعوه فى المال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لاحد من قبلنا، ذلك لأن الله عز وجل رأى
__________
سيأتي في القصة بعد التخريج (تخريجه) رواه الحافظ ابن كثير فى تاريخه بسنده ولفظه وعزاه للإمام احمد، ثم قال انفرد به احمد من هذا الوجه، وهو على شرط البخارى، وفيه دلالة على أن الذى فتح بيت المقدس هو يوشع بن نون عليه السلام لا موسى وأن حبس الشمس كان فى فتح بيت المقدس لا أريحا وفيه أن هذا كان من خصائص يوشع عليه السلام إه (روى عن ابن عباس) أن موسى وهارون توفيا فى التيه وتوفى فيه كل من دخله وقد جاوز العشرين سنة غير يوشع بن نون وكالب بن يوفنا، فلما انقضى أربعين سنة أوحى الله الى يوشع بن نون بالسير الى مدينة الجبارين وفتحها ففتحها، ومثله قال قتادة والسدى وعكرمة، فلما ظفر يوشع بالجبارين أدركه المساء ليلة السبت فدعا الله فردّ الشمس عليه وزاد فى النهار ساعة فهزم الجبارين وجمع غنائمهم ليأخذها الغربان، وبقية القصة ستأتى فى الحديث التالى (1) (وعنه أيضا الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب تحريم الغلول من كتاب الجهاد فى الجزء الرابع عشر صحيفة 90 رقم 272 وهو حديث صحيح رواه مسلم وغيره، والمراد بقوله غزا نبى من الأنبياء هو يوشع بن نون كما يستفاد من الحديث السابق من أن الشمس لم تحبس على بشر الا ليوشع ابن نون، فيعلم من ذلك أن النبى ذكر فى هذا الحديث وحبست له الشمس هو يوشع بن نون (قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه) ذكر اهل الكتاب وغيرهم من اهل التاريخ أن يوشع بن نون مع بنى اسرائيل قطع نهر الأردن وانتهى الى اريحا وكانت من أحصن المدائن سورا وأعلاها قصورا وأكثرها أهلا فحاصرها ستة أشهر، ثم انهم احاطوا بها يوما وضربوا بالقرون يعنى الأبواق وكبروا تكبيرة رجل واحد فتفسخ سورها وسقط وجبة واحدة فدخلوها وأخذوا ما وجدوا فيها من الغنائم وقتلوا اثنى عشر الفا من الرجال والنساء، وحاربوا ملوكا كثيرة، ويقال ان يوشع ظهر على احد وثلاثين ملكا من ملوك الشام، وذكروا أنه انتهى محاصرته لها الى يوم جمعة بعد العصر فلما غربت الشمس أو كادت تغرب ويدخل عليهم السبت الذى جعل عليهم وشرع لهم ذلك الزمان: قال لها انك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علىَّ، فحبسها الله عليه حتى تمكن من فتح البلد، قال ولكن ذكرهم أن هذا فى فتح اريحا فيه نظر والأشبه والله أعلم أن هذا كان فى فتح بيت المقدس الذى هو المقصود الأعظم وفتح أريحا كان وسيلة اليه اه (قلت) يؤيد ذلك التصريح فى الحديث السابق بأنه بيت المقدس والله أعلم