كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا (باب ما جاء فى دخول بنى اسرائيل بيت المقدس وقول الله تعالى لهم (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) (عن أبى هريرة) (1) قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قيل لبنى اسرائيل ادخلوا الباب سجدا (2) وقولوا حطة يغفر لكم (3) خطاياكم، فبدلوا (4) فدخلوا الباب يزحفون على أستاهم (5) وقالوا حبة فى شعره (وعنه من طريق ثان) (6) عن النبى صلي الله عليه وسلم فى قوله عز وجل (وادخلوا الباب سجدا قال ادخلوه زحفا وقولوا حطة).
__________
(باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام عن أبى هريرة الخ (غريبه) (2) قال الحافظ ابن كثير فى تفسيره وهذا كان لما خرجوا من التيه بعد أربعين سنة مع يوشع بن نون عليه السلام وفتحها الله عليه يعنى مدينة الجبارين وهى بيت المقدس عشية جمعة وقد حبست الشمس يومئذ قليلا حتى أمكن الفتح، ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا (الباب) باب البلد (سجداَ) أى شكرا لله تعالى على ما أنعم به عليهم من الفتح والنصر وردِّ بلدهم عليهم وانقاذهم من التيه والضلال: وعن ابن عباس فى قوله تعالى (أدخلوا الباب سجدا) قال ركعا من باب صغير، وحكى الرازى عن بعضهم أنه عنى بالباب جهة من جهات القبلة، وعن عبد الله بن مسعود قيل لهم ادخلوا الباب سجدا فدخلوا مقنعى رءوسهم أى رافعى رءوسهم خلاف ما أمروا (وقال البغوى) فى تفسير قوله تعالى (وادخلوا الباب) قال يعنى بابا من أبواب القرية وكان لها سبعة أبواب (سجداَ) أى ركعا خضعا منحنين: وقال وهب فاذا دخلتموه فاسجدوا شكراً لله تعالى (وقولو حطة) قال قتادة حط عنا خطايانا، أمروا بالاستغفار وقال ابن عباس لا إله إلا الله لأنها محط الذنوب (3) قرأ نافع بالياء التحتية وضمها وفتح الفاء من الغفر وهو الستر فالمغفرة تستر الذنوب (4) قال تعالى فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم) وذلك أنهم بدّلوا قول الحطة بقولهم حبة فى شعرة استخفافا بأمر الله تعالى (وفى رواية) قالوا حنطة فى شعرة كما فى الطريق الثانية (5) أى افخاذهم، قال مجاهد طوطئ لهم الباب ليخفضوا رءوسهم فأبوا أن يدخلوها سجدا فدخلوا يزحفون على أستاهم مخالفة فى الفعل كما بدلوا القول وقالوا قولا غير الذى قيل لهم (6) هذا الطريق تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ادخلوا الباب سجدا فى تفسير سورة البقرة فى الجزء الثامن عشر صحيفة 73 رقم 164 والحديث بطريقيه صحيح رواه الشيخان وغيرهما واليك تفسير بقية الآية، قال الله تعالى (فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء) قال الضحاك عن أبن عباس كل شئ فى كتاب الله من الرجز يعنى به العذاب، وقال سعيد بن جبير هو الطاعون قيل أرسل الله عليهم طاعونا فهلك منهم فى ساعة واحدة سبعون الفا (بما كانوا يفسقون) أى بسبب عصيانهم وخروجهم عن أمر الله عز وجل (قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه) ولما استقرت يد بنى اسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه وبين أزهرهم نبى الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله اليه وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة فكان مدة حياته بعد موسى سبعا وعشرين سنة (وجاء فى تاريخ الكامل) لابن الأثير ان يوشع ملك الشام جمعه فصار لبنى اسرائيل، وفرق عماله فيه ثم توفاه الله، فاستخلف على بنى اسرائيل كالب بن يوفنا وكان عمر يوشع مائة وستا وعشرين سنة وكان قيامه بالامر بعد موسى سبعا وعشرين سنة والله اعلم.