كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
قال بدلوا فقالوا حنطة في شعره (باب ذكر الخضر والياس عليهما السلام) أحدثنا عبد الرزاق بن همام) (1) ثنا معمر عن همام عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يسم خضرا إلا لأنه جلس على فروة (2) بيضاء فإذا هي تهتز (3) خضراء، الفروة الحشيش الأبيض وما يشبهه (4) قال عبد الله أظن هذا تفسيرا من عبد الرزاق (5) (وعنه من طريق ثان) (6) عن همام بن منبه عن أبى هريرة عن النبى صلي الله عليه وعلى آله وسلم فى الخضر انما سمى خضرا أنه جلس على فروة بيضاء فاذا هى تحته خضراء.
__________
في جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له بعل فبعث الله اليهم الياس بن ياسين (واليك قصة الياس والخضر) لأنهما يقرنان فى الذكر غالبا ولماِ قيل إنهما أخَوان، فقد روى الحافظ بن عساكر بأسناده الى السدى أن الخضر والياس كانا أخوين وكان ابوهما ملكا فقال الياس لأبيه إن أخى الخضر لا رغبة له فى الملك فلو انك زوجته لعله يجئ منه ولد يكون الملك له، فزوجه أبوه بامرأة حسناء بكر، فقال لها الخضر انه لا حاجة لى فى النساء فان شئت اطلقت سراحك وان شئت اقمت معى تعبدين الله عز وجل وتكتمين علىّ سرى، فقالت نعم، وأقامت معه سنة فلما مضت السنة دعاها الملك فقال انك شابة وابنى شاب فأين الولد فقالت انما الولد من عند الله ان شاء كان وان لم يشأ لم يكن فأمره أبوه فطلقها وزوجه بأخرى ثيبا قد ولد لها، فلما زفت اليه قال لها كما قال للتى قبلها، فاجابت الى الإقامة عنده، فلما مضت السنة سألها الملك عن الولد فقالت له ان ابنك لا حاجة له بالنساء، فتطلبه أبوه فهرب فأرسل وراءه فلم يقدروا عليه، فيقال انه قتل المرأة الثانية لكونها أفشت سره فهرب من أجل ذلك وأطلق سراح الأخرى، فأقامت تعبد الله فى بعض نواحى تلك المدينة فمر بها رجل يوما فسمعته يقول باسم الله، فقالت له أنى لك هذا الاسم؟ فقال انى من الخضر فتزوجته فولدت له أولادا ثم صار من أمرها ان صارت ماشطة بنت فرعون فبينما هى يوما تمشطها إذ وقع المشط من يدها فقالت باسم الله، فقالت ابنة فرعون أبى فقالت لا: ربى وربك ورب أبيك الله، فأعلمت أباها فأمر بنقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها فالقيت فيها، فلما عاينت ذلك تقاعست ان تقع فيها فقال لها ابن معها صغير يا أمه اصبرى فانك على الحق، فألقت نفسها فى النار فماتت رحمها الله تعالى (باب) (1) (حدثنا عبد الرازق بن همام الخ) (غريبه) (2) بالفاء أى أرض يابسة (بيضاء) لا نبات بها (3) أى تتحرك ذات نبات أخضر ناعما بعد ما كانت جرداء (4) يعنى الهشيم اليابس (وقوله قال عبد الله) يعنى ابن الامام احمد رحمها الله (5) يعنى قوله الفروة الحشيش الأبيض وما يشبهه شبهه بالفروة، ومنه قيل فروة الرأس وهى جلدته بما عليها من الشعر، وقال الخطابى انما سمى الخضر خضرا لحسنه واشراق وجهه اه قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه قلت هذا لا ينافى ما فى الصحيحين، فان كان ولا بد من التعليل بأحدهما فى الصحيح أولى وأقوى بل لا يلتفت الى ما عداه (6) (سنده) حدثنا يحي بن آدم ثنا ابن مبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبى هريرة الخ (تخريجه) (ق طل عب) وغيرهم (قال النووى) فى تهذيب الأسماء واللغات الخضر بفتح الخاء وكسر الضاد ويجوز إسكان الضاد مع كسر الخاء وفتحها كما فى نظائره، والخضر لقب، قالوا واسمه بليا بموحدة مفتوحة ثم لام ساكنة ثم مثناة تحت ابن ملكان بفتح الميم وإسكان اللام، وقيل كليمان، قال ابن قتيبة فى المعارف قال وهب بن عقبة اسم الخضر