كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآنى بملوك بعد ملوك (باب ما جاء فى البحار والانهار) (عن أبى هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجرت أربعة أنهار من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان (2) (وعنه أيضا) (3) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيحان وجيحان والنيل والفرات وكل من أنهار الجنة (عن صباح بن أشرس) (4) قال سئل ابن عباس عن المد
__________
الإمام أحمد وسنده جيد ويؤيده ما قبله (باب) (1) (سنده) حدثنا ابن تمير ويزيد قالا أخبرنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة الخ (غريبه) (2) قال النووى رحمه الله إعلم ان سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون، فأما سيحان وجيحان المذكوران فى هذا الحديث اللذان هما من أنهار الجنة فى بلاد الارمن فجيحان نهر المصيصة وسيحان نهر إذنة، وهما نهران عظيمان جدا أكبرهما جيحان فهذا هو الصواب فى موضعهما، واما قول الجوهري فى صحاحه جيحان نهر بالشام فغلط، أو أنه أراد المجاز من حيث انه ببلاد الأرمن وهي مجاورة للشام، قال الحازمي سيحان نهر عند المصيصة، قال وهو غير سيحون وقال صاحب نهاية الغريب سيحان وجيحان نهران بالعواصم عند المصيصة وطرسوس، واتفقوا كلهم على أن جيحون بالواو نهر وراء خرسان عند بلخ، واتفقوا على أنه غير جيحان وكذلك سيحون غير سيحان وأما قول القاضى عياض هذه الأنهار الأربعة أكبر أنهار بلاد الاسلام فالنيل بمصر والفرات بالعراق وسيحان وجيحان ويقال سيحون وجيحون ببلاد خراسان ففى كلامه انكار من أوجه (أحدها) قوله الفرات بالعراق وليس بالعراق بل هو فاصل بين الشام والجزيرة (والثانى) قوله سيحان وجيحان ويقال سيحون وجيحون فجعل الاسماء مترادفة وليس كذلك، بل سيحان غير سيحون وجيحان غير جيحون باتفاق الناس كما سبق (الثالث) انه ببلاد خراسان، وأما سيحان وجيحان ببلاد الأرمن بقرب الشام والله أعلم، وأما كون هذه الأنهار من ماء الجنة ففيه تأويلان ذكرهما القاضى عياض (أحدهما) أن الايمان عم بلادها أو الاجسام المتغذية بمائها صائرة الى الجنة (والثانى) وهو الأصح انها على ظاهرها وان لها مادة من الجنة والجنة مخلوقة موجودة اليوم عند أهل السنة، وقد ذكر مسلم فى كتاب الإيمان فى حديث الاسراء ان الفرات والنيل يخرجان من الجنة، وفى البخارى من أصل سدرة المنتهي اهـ (قال الحافظ ابن كثير) فى تاريخه البداية والنهاية وكأن المراد والله أعلم من هذا (يعنى قوله صلى الله عليه وسلم فجرت أربعة أنهار من الجنة) ان هذه الانهار تشبه أنهار الجنة فى صفاتها وعذوبتها وجريانها، ومن جنس تلك فى هذه الصفات ونحوها كما قال فى الحديث الآخر الذى رواه الترمذى وصححه (قلت والامام احمد ايضا) عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العجوة من الجنة وفىها شفاء من السم أى تشبه ثمر الجنة لا أنها مجتناه من الجنة، فان الحس يشهد بخلاف ذلك فتعين ان المراد غيره اهـ باختصار (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه بسنده ولفظه وعزاه للامام احمد ثم قال وهذا اسناد صحيح على شرط مسلم، وأورده أيضا الحافظ السيوطي فى الجامع الصغير وعزاه للامام احمد فقط ورمز له بعلامة الصحة وقال شارحه المناوى ورواه ابن منيع والحارث والديلى (قلت) وهو فى صحيح مسلم بلفظ سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة وهو الحديث التالى عند الامام احمد (3) (سنده) حدثنا ابن نمير ثنا عبيد الله عن خيبب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبى هريرة الخ (تخريجه) (م) فى صفة الجنة (4) (سنده) حدثنا

الصفحة 11