كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

(باب عدد من جاوز النهار مع طالوت) (عن البراء بن عازب) (1) قال كنا نتحدث أن عدة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم كانوا يوم بدر على عدة أصحاب طالوت يوم جالوت، ثلاثمائة وبضعة عشر (2).
__________
(1) (سنده) حدثنا وكيع ثنا أبى وسفيان واسرائيل عن أبى اسحاق عن البراء بن عازب الخ (غريبه) (2) هذا هو الصحيح فى عدد الذين جاوزوا النهر معه كما تقدم (تخريجه) (خ) وابن جرير والبغوى قال تعالى (فلما جاوزه) يعنى النهر (هو) يعنى طالوت (والذين آمنوا معه) يعنى القليل (قالوا) أى الذين شربوا وخالفوا أمر الله وكانوا أهل شك ونفاق (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) قال ابن عباس والسدى فأغرقوا ولم يجاوزوا (قال الذين يظنون) أى يتيقنون (أنهم ملاقوا الله) وهم الذين ثبتوا مع طالوت (كم من فئة) جماعة وهى جمع لا واحد له من لفظه وجمعها فئات وفئون فى الرفع وفئين فى الخفض والنصب (قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) بقضائه وقدره وارادته (والله مع الصابرين) بالنصر والمعونة (ولما برزوا) يعنى طالوت وجنوده يعنى المؤمنين (لجالوت وجنوده) المشركين، ومعنى برزوا صاروا بالبراز فى الأرضوهو ما ظهر واستوى فيها (قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا) أى أنزل واصبب (وثبت أقدامنا) أى قوّ قلوبنا (وانصرنا على القوم الكافرين) فهزموهم بإذن الله) تعالى (وقتل داود جالوت) (قصة نبى الله داود عليه السلام وقتل جالوت) ذكر السدى فيما يرويه أن داود عليه السلام كان أصغر أولاد أبيه وكانوا ثلاثة عشر ذكرا كان سمع طالوت ملك بنى اسرائيل وهو يحرض بنى اسرائيل على قتل جالوت وجنوده وهو يقول من قتل جالوت زوجته بابنتى وأشركته فى ملكى، وكان داود عليه السلام يرمى بالقذافة وهو المقلاع رميا عظيما، فبينما هو سائر مع بنى اسرائيل إذ ناداه حجر أن خذنى فان بى تقتل جالوت فأخذه ثم حجر آخر كذلك، ثم آخر كذلك فأخذ الثلاثة فى مخلاته فلما تواجه الصفان برز جالوت ودعا إلى نفسه فتقدم اليه داود فقال له ارجع فانى أكره قتلك، فقال لكنى أحب قتلك، وأخذ تلك الأحجار الثلاثة فوضعها فى القذافة ثم أدارها فصارت الثلاثة حجراً واحداً، ثم رمى بها جالوت ففلق رأسه وفر جيشه منهزما، فوفىّ له طالوت بما وعده وزوجه أبنته وأجرى حكمه فى ملكه وعظم داود عليه السلام عند بنى اسرائيل وأحبوه ومالوا اليه أكثر من طالوت، فذكروا أن طالوت حسده وأراد قتله واحتال على ذلك فلم يصل أليه، وجعل العلماء ينهون طالوت عن قتل داود فتسلط عليهم فقتلهم حتى لم يبق منهم الا القليل، ثم حصل له توبة وندم واقلاع عما سلف منه وجعل يكثر من البكاء ويخرج الى الجبانة فيبكى حتى يبل الثرى بدموعه، فنودى ذات يوم من الجبانة أن يا طالوت قتلتنا ونحن أحياء وآذيتنا ونحن أموات فازداد لذلك بكاؤه وخوفه واشتد وجله ثم جعل يسأل عن عالم يسأله عن أمره وهل له توبة فقيل له وهل أبقيت عالما؟ حتى دل على امرأة من العابدات فأخذته فذهبت به الى قبر يوشع عليه السلام، قالوا فدعت الله فقام يوشع من قبره فقال أقامت القيامة؟ فقالت لا، ولكن هذا طالوت يسألك هل له من توبة فقال نعم، ينخلع من الملك ويذهب ويقاتل فى سبيل الله حتى يقتل، ثم عاد ميتا، فترك الملك لداود عليه السلام وذهب ومعه ثلاثة عشر من أودلاه فقاتلوا فى سبيل الله حتى قتلوا: فذلك قوله تعالى (وآتاه الله الملك والحكمة ولعمه مما يشاء) هكذا ذكره ابن جرير، وفى بعض هذا نظر ونكارة، قال محمد بن اسحاق النبى الذى بعث فأخبر طالوت بتوبته هو اليسع بن أخطوب حكاه ابن جرير أيضا، وذكر الثعلبى أنها أتت به الى قبر

الصفحة 115