كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

الذين جازوا معه النهر قال ولم يجاوز معه النهر إلا مؤمن (باب ما جاء فى فضله وقراءته وحسن صوته) (عن أبى هريرة) (1) عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال خفف على داود عليه السلام القراءة (2) وكان يأمر بدابته فسرج وكان يقرأ القرآن قبل أن تسرج دابته (3) وكان لا يأكل إلا من عمل يده (4) (عن عائشة رضى الله عنها) (5) أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم سمع صوت أبى موسى الأشعرى وهو يقرأ فقال أوتى أبو موسى من مزامير آل داود (6).
__________
شمويل فعاتبه على ما صنع بعده من الأمور، قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه هذا أنسب، ولعله انما رآه فى المنام، لا أنه قام من القبر حياً، فان هذا إنما يكون معجزة لنبى، وتلك المرآة لم تكن نبية والله أعلم (ما جاء فى نسب داود عليه السلام) قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه هو داود بن ايشا بن عويد بن عابر ابن سلمون بن تحثون بن عويناذب بن أرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم الخليل عبد الله ونبيه وخليفته فى أرض بيت المقدس، قال محمد بن اسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه كان داود عليه السلام قصيرا أزرق العينين قليل الشعر طاهر القلب ونقيه تقدم أنه لما قتل جالوت وكان قتله له فيما ذكر ابن عساكر عند قصر أم حكيم بقرب مرح الصفر فأحبته بنو اسرائيل ومالوا اليه والى ملكه عليهم فكان من أمر طالوت ما كان وصار الملك الى داود عليه السلام وجمع الله له بين الملك والنبوة بين خيرى الدنيا والآخرة، وكان الملك يكون فى سبط والنبوة فى آخر، فاجتمع فى داود هذا وهذا كما قال تعالى (وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين) أى لولا إقامة الملوك حكاما على الناس لأكل قوى الناس ضعيفهم، ولهذا جاء فى بعض الآثار (السلطان ظل الله فى أرضه) وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان (ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) (باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام أبن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (2) هكذا جاء فى المسند القراءة: وجاء فى البخارى بلفظ (خفف على داود عليه السلام القرآن) وله فى رواية أخرى القراءة كما عند الامام احمد، قال التوربشتى أى الزبور، وانما قال القرآن لأنه قصد به إعجازه عن طريق القراءة، وقال غيره قرآن كل نبى يطلق على كتابه الذى أوحى اليه، قال العلماء وكان فى الزبور التحميد والتمجيد والثناء على الله، وقال القرطبى كان فيه مائة وخمسون سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام، وانما هى حكم ومواعظ، وكان داود حسن الصوت اذا أخذ فى قراءة الزبور اجتمع عليه الأنس والجن والوحش والطير لحسن صوته (3) جاء عند البخارى فكان يأمر بدوابه فتسرح فيقرأ القرآن) يعنى الزبور (قبل ان تسرج دوابه) قال العلماء فيه دلالة على أن الله تعالى يطوى الزمان لمن شاء من عباده كما يطوى المكان لهم (4) قال ابن أبى حاتم حدثنا على بن الحسين حدثنا ابن سماعة حدثنا ابن ضمرة عن شوذب قال كان داود عليه السلام يرفع فى كل يوم درعا فيبيعها بستة آلاف درهم الغين له ولأهله: وأربعة آلاف درهم يطعم بها بنى اسرائيل خبز الحوارى (تخريجه) (خ. وغيره) (5) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (6) تقدم مثله من حديث بريدة الأسلمي فى باب

الصفحة 116