كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
(أبواب ذكر أنبياء الله زكريا ويحي وعيسى وأمه مريم عليهم السلام)
(باب ما جاء فى فضل زكريا ويحي عليها السلام) (عن أبى هريرة) (1) قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كان زكريا عليه السلام نجارا (2) (عن ابن عباس) (3) ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ما من أحد من ولد آدم الا قد أخطأ أو همّ بخطيئة ليس يحي بن زكريا وما ينبغى لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى عليه السلام (باب وصية نبى الله يحي لبنى اسرائيل) (عن الحارث الأشعرى) (4) أن نبى الله صلي الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يحي بن زكريا، بخمس كلمات أن يعمل.
__________
إسرائيل أمور وأحداث فبعث الله أليه ملكا من الملائكة (قال) لعزير (كم لبثت) أى مكثت هنا فى هذا المكان (قال لبثت يوما أو بعض يوم) لأنه نام أول النهار فقبض واحي عند الغروب فظن أنه نام يوما أو بعض يوم (قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك) يعنى التين الذى كان معه (وشرابك) العصير الذى اصطحبه معه أيضا (لم يتسنه) أى لم يتغير مع طول الزمان (وانظر إلى حمارك) كيف هو فرآه ميتا وعظامه بيض تلوج فعل الله به ذلك ليعلم قدرة الله عيانا (ولنجعلك آية) لبنى اسرائيل على البعث وذلك انه كان يجلس مع بنيه وهم شيوخ وهو شاب لأنه مات أبن أرعين سنة فبعثه الله شابا كهيئته يوم مات (للناس) لبنى اسرائيل وغيرهم (وأنظر إلى العظام) من حمارك (كيف ننشزها) نحييها (ثم نكسوها لحما) فنظر اليها وقد تركبت وكسيت لحما ونفخ فيه من الروح ونهق (فلما تبين له) ذلك بالمشاهدة (قال اعلم) علم مشاهدة (ان الله على كل شئ قدير) ثم قصد عزير منزله من بيت المقدس على وهم منه فرأى عنده عجوزا عمياء زمِنة كانت جارية له ولها من العمر مائة وعشرون سنة، فقال لها هذا منزل عزير؟ قالت نعم وبكت وقالت ما أرى أحدا يذكر عزيرا غيرك، فقال لها أنا عزير، فقالت ان عزيرا كان مجاب الدعوة فادع الله لى بالعافية، فدعا لها فعاد بصرها وقامت ومشت، فلما رأته عرفته وكان لعزير ولد وله من العمر مائه وثلاث عشرة سنة، وله أولاد شيوخ فذهبت اليهم الجارية وأخبرتهم به فجاءوا فلما رأوه عرفه ابنه بشامة كانت فى ظهره، وأقام عزير بين بنى اسرائيل فأحبوه حبا لم يحبوا شيئا قط مثله ثم قبضه الله اليه على ذلك وحدثت فيهم الأحداث حتى قال بعضهم عزير بن الله ولم يزل بنو اسرائيل ببيت المقدس وعادوا وكثروا حتى غلبت عليهم الروم زمن ملوك الطوائف فلم يكن لهم بعد ذلك جماعة (باب) (1) (سنده) حدثنا يزيد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبى رافع عن أبى هريرة الخ) (2) أى يعمل بيده ويأكل من كسبها كما كان داود عليه السلام يأكل من كسب يده، والغالب ولاسيما من مثل حال الأنبياء أنه لا يجهد نفسه فى العمل إجهادا يستفضل منه مالا يكون زخيرة له يخلفه من بعده (تخريجه) (م جه) من غير وجه عن حماد بن سلمة (3) (سنده) حدثنا عثمان ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا على بن زيد عن يوسف بن مهران عن أبن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم عل بز) وزاد يعنى البزار فانه لم يهم بها ولم يعلمها، والطبرانى وفيه على بن زيد وضعفه الجمهور وقد وثق وبقية رجال أحمد رجال الصحيح (وفى الباب) عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغى لأحد أن يقول أنا أخير من يحي بن زكريا ما هم بخطيئة، أحسبه قال ولا علمها أورده الهيثمى وقال رواه البزار ورجاله ثقات (باب) (4) (عن الحارث الأشعرى الخ) هذا الحديث تقدم