كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
.
__________
يأكلوا منها أبتداءا فأمر الفقراء والمحاويج والمرضى والزمنى وكانوا قريبا من ألف وثلاثمائة فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن، فندم الناس على ترك الأكل منها لما رأو من إصلاح حال أولئك، ثم قيل أنها كانت تنزل كل يوم مرة فيأكل كل الناس منها يأكل آخرهم كما يأكل أولهم حتى قيل أنها كان يأكل منها نحو سبعة آلاف ثم كانت تنزل يوما بعد يوم كما كانت ناقة صالح يشربون لبنها يوما بعد يوم ثم أمر الله عيسى أن يقصرها على الفقراء والمحاويج دون الأغنياء فشق ذلك على كثير من الناس وتكلم منافقوهم فى ذلك فرفعت بالكلية ومسخ الذين تكلموا فى ذلك خنازير (روى أبن أبى حاتم وأبن جرير) جميعاً حدثنا الحسن بن قزعة الباهلى حدثنا سفيان بن حبيب حدثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن خلاس عن عمار بن ياسر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال نزلت المائدة من السماء خبز ولحم وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا ولا يرفعوا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا فمسخوا قردة وخنازير، ثم رواه ابن جرير عن بندار عن أبن أبى عدى عن سعيد عن قتادة عن خلاس عن عمار موقوفا قال الحافظ ابن كثير وهذا أصح: قال وكذا رواه من طريق سماك عن رجل من بنى عجل عن عمار موقوفا وهو الصواب والله أعلم (باب سبب عزم اليهود على قتل نبى الله عيسى عليه السلام وصلبه وما قتلوه وما صلبوه) جاء فى تاريخ الكامل لابن الأثير قال قيل أن عيسى استقبله ناس من اليهود، فلما رأوه قالوا قد جاء الساحر أبن الساحرة الفاعل أبن الفاعلة وقذفوه وأمه فسمع ذلك ودعا عليهم فاستجاب الله دعاءه ومسخهم خنازير، فلما رأى ذلك رأس بنى اسرائيل فزع وخاف وجمع كلمة اليهود على قتله فاجتمعوا عليه فسألوه فقال يا معشر اليهود إن الله يبغضكم فغضبوا من مقالته وثاروا اليه ليقتلوه فبعث اليه جبريل فأدخله فى خوخة الى بيت فيها روزنة أى كوّة فى سقفها فرفعه الى السماء من تلك الروزنة فأمر رأس اليهود رجلا من أصحابه اسمه نطليانوس أن يدخل اليه فيقتله فدخل فلم ير أحداً وألقى الله عليه شبح المسيح فخرج اليهم فظنوه عيسى فقتلوه وصلبوه أه وقال الحافظ أبن كثير فى تاريخه قال أبن أبى حاتم حدثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن أبن عباس قال لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفى البيت أثنا عشر رجلا منهم من الحواريين يعنى فخرج عليهم من عين فى البيت ورأسه يقطر ماءاً فقال إن منكم من يكفر بى أثنى عشر مرة بعد أن آمن بى، ثم قال أيكم يلقى عليه شبهى فيقتل مكانى فيكون معى فى درجتى، فقام شاب من أحدثهم سناً فقال له أجلس، ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أجلس، ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا، فقال أنت هو ذاك فألقى عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنة فى البيت إلى السماء، قال وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ثم صلبوه فكفر به بعضهم أثنتى عشرة مرة بعد أن آمن به وافترقوا ثلاث فرق، فقالت طائفة كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء وهؤلاء اليعقوبية، وقالت فرقة كان فينا أبن الله ما شاء ثم رفعه الله أليه، وهؤلاء النسطورية، وقالت فرقة كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء ثم رفعه الله أليه، وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم الأسلام طامسا حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم قال أبن عباس وذلك قوله تعالى (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) وهذا اسناد صحيح إلى أبن عباس على شرط مسلم ورواه النسائى عن أبى كريب عن أبى معاوية به نحوه وكذا ذكره غير واحد من السلف أنه قال لهم أيكم يلقى عليه شبهى فيقتل مكانى وهو رفيقى فى الجنة (وفى تاريخ الكامل لابن الأثير أن أحد الحواريين