كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
(باب ما جاء في صفته وشمائله ونزوله آخر الزمان وحكمه ومدة مكثه فى الارض وحجه وفناء كل ملة غير الاسلام ووفاته) (عن أبى هريرة) (1) أن النبى صلي الله عليه وسلم قال الأنبياء إخوة.
__________
أتى إلى اليهود فدلهم على المسيح وأعطوه ثلاثين درهما فأتى معهم الى البيت الذى فيه المسيح فدخله فرفع الله المسيح وألقى شبهه على الذى دلهم عليه فاخذوه وأوثقوه وقادوه وهم يقولون له أنت كنت تحيي الموتى وتفعل كذا وكذا فهلا تنجى نفسك؟ وهو يقول أنا الذى دللتكم عليه فلم يصغوا إلى قوله ووصله به إلى الخشبة فقتلوه وصلبوه عليها، وقيل إن اليهود لما دلهم عليه الحوارى أتبعوه وأخذوه من البيت الذى كان فيه ليصلبوه فأظلمت الأرض وأرسل الله ملائكته فخلوا بينهم وبينه وألقى شبه المسيح على الذى دلهم عليه فأخذوه ليصلبوه، فقال أنا الذى دللتكم عليه فلم يلتفتوا أليه، فقتلوه وصلبوه عليها، قال الأستاذ الشيخ عبد الوهاب النجار فى تعليقه على الكامل هذا هو الوجه المرضى والذى ذكره برنابا حوارىّ المسيح فى الفصل السابع عشر بعد المائتين من أنجيله وما عداه من الروايات باطل اه (وفى الكامل لابن الأثير) أيضا ورفع الله المسيح أليه بعد أن توفاه ثلاث ساعات وقيل سبع ساعات ثم أحياه ورفعه ثم قال له أنزل الى مريم فانه لم يبك عليك أحد بكاءها ولم يحزن أحد حزنها فنزل عليها بعد سبعة أيام فاشتعل الجبل حين هبط نورا وهى عند المصلوب تبكى ومعها امرأة كان أبرأها من الجنون فقال ما شأنكما تبكيان؟ قالتا عليك، قال انى رفعنى الله إليه ولم يصبنى الأخير وإن هذا شئ شبه لهم، وأمرها فجمعت له الحواريين فبثهم فى الأرض وسلا من الله وأمرهم أن يبلغوا عنه ما أمره الله به، ثم رفعه الله أليه وكساه الريش وألبسه وقطع عنه لذة المطعم والمشرب وطار مع الملائكة فهو معهم فصار إنسيا ملكيا سماويا أرضيا فتفرق الحواريون حيث أمرهم، فتلك الليلة كانت أهبطه الله فيها هى التى تدخن فيها النصارى، وتعدى اليهود على بقية الحواريين فسمع بذلك ملك الروم وأسمه هيردوس وكانوا تحت يده وكان صاحب وئن فقيل له إن رجلا كان فى بنى اسرائيل وكان يفعل الآيات فى إحياء الموتى وخلق الطير من الطين والإخبار عن الغيوب فعدوا عليه فقتلوه وكان يخبرهم أن رسول الله: فقال الملك ويحكم ما منعكم أن تذكروا هذا من أمره فوالله لو علمت ما خليت بينهم وبينه ثم بعث إلى الحواريين فانزعهم من يدى اليهود وسألهم عن دين عيسى فأخبروه وتابعهم على دينهم وأستنزل المصلوب الذى شبه لهم فغيبه وأخذ الخشبة التى صلب عليها فأكرمها وصانها، وعدا على بنى اسرائيل فقتل منهم قتلى كثيرة، فمن هناك كان أصل النصرانية فى الروم (وقيل) كان هذا الملك هيردوس ينوب عن ملك الروم الأعظم الملقب قيصر وأسمه طيباريوس وهذا أيضا يسمى ملكا وكان مُلك طيباريوس ثلاثا وعشرين سنة، منها الى ارتفاع المسيح ثمانى عشرة سنة وأياما إه (وجاء فى تاريخ الحافظ ابن كثير) عن أبن عساكر من طريق طريف أبن حبيب فيما بلغه أن عيسى عليه السلام لما نزل لمقابلة أمه بعد رفعه قال يا أمّه أن القوم لم يقتلونى ولكن الله رفّعنى أليه وأذن لى فى لقائك والموت يأتيك قريبا فاصبرى وأذكرى الله كثيرا ثم صعد عيسى فلم تلقه إلا تلك المرة حتى ماتت: قال بلغنى أن مريم بقيت بعد عيسى خمس سنين وماتت ولها ثلاث وخمسون سنة رضى الله عنها وأرضاها، وقال الحسن البصرى كان عمر عيسى عليه السلام يوم رفع أربعا وثلاثين سنة والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا همام قال أنا قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة الخ