كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

لعَلاَت، أمهاتهم شّى ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بينى وبينه نبى (1) وأنه نازل فاذا رأيتموه فاعرفوه رجلا مربوعا الى الحمرة والبياض عليه ثوبان عصران (2) كأن رأسه يقطر وان لم يصبه بلل: فيدق الصليب (3) ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس الى الأسلام فيهلك الله فى زمنه الملل كلها إلا الأسلام ويهلك الله فى زمانه المسيخ الدجال وتقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الاسود مع الابل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون (زاد فى رواية) ويدفنونه (وعنه من طريق ثان) (4) يبلغ به النبى صلى الله عليه وسلم يوشك أن ينزل فيكم أبن مريم حكما مقسطا (وفى لفظ حكما عادلا وإماما مقسطا) يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد (عن الزهرى) (5) عن حنظلة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ينزل عيسى بن مريم فيقتل الخنزير ويمحو الصليب وتجمع له الصلاة ويعطى المال حتى لا يقبل، ويضع الخراج وينزل الروحاء (6) فيحج منها (7) أو يعتمر أو يجمعهما قال وتلا أبو هريرة وأن من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا) فزعم حنظلة (8) أن أبا هريرة قال يؤمن به قبل موت عيسى فلا أدرى هذا كله حديث النبى صلي الله عليه وسلم أو شيء قاله أبو هريرة
__________
(غريبه) (1) هذه الجملة من أول الحديث إلى هنا تقدم شرحها فى باب ما جاء فى فضل نبى الله عيسى عليه السلام فى هذا الجزء صحيفة 134 رقم 90 (2) الممصرة من الثياب التى فيها صفرة خفيفة (نه) (3) أى يكسره كما فى بعض الروايات، قال فى شرح السنة وغيره أى فيبطل النصرانية ويحكم بالملة الحنيفية (ويقتل الخنزير) أى يحرم اقتناءه وأكله ويبيح قتله (ويضع الجزية) قال الحافظ المعنى أن الدين يصير واحدا فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدى الجزية، وقيل معناه أن المال يكثر حتى لا يبقى من يمكن صرف مال الجزية له فتترك الجزية استغناءا عنها (قال النووى) ومعنى وضع عيسى الجزية مع أنها مشروعة فى هذه الشريعة أن مشروعيتها مقيدة بنزول عيسى لما دل عليه هذا الخبر، وليس عيسى بناسخ لحكم الجزية بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو المبين للنسخ، فأن عيسى عليه السلام يحكم بشرعنا فدل على أن الامتناع عن قبول الجزية فى ذلك الوقت هو شرع نبينا (4) (سنده) حدثنا سفيان عن الزهرى عن سعيد عن أبى هريرة يبلغ به النبى صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق د جه طل) وأبن جرير (5) (سنده) حدثنا يزيد أنا سفيان عن الزهرى عن حنظلة الخ (غريبه) (6) قال النووى فى تهذيب الأسماء واللغات هى بفتح الراء وإسكان الواو وبالحاء المهملة ممدودة وهى موضع من عمل الفرع بضم الفاء وإسكان الراء وبينها وبين مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة وثلاثون ميلا كذا جاء فى صحيح مسلم فى باب الأذان عن سليمان الأعمش قال قلت لأبى سفيان وهو طلحة بن نافع التابعى المشهور كم بينها وبين المدينة؟ قال ستة وثلاثون ميلا، وحكى صاحب المطالع أن بينهما أربعين ميلا وأن فى كتاب بن أبى شيبة بينهما ثلاثون ميلا والله تعالى أعلم اه (7) معناه يحرم بالحج من هذا المكان (أو يعتمر) معناه أو يحرم بعمرة (أو يجمعهما) أو يحرم بحج وعمرة معاً (8) حنظلة هو أبن على بن الاسقع الأسلمى المدنى وهو تابعى ثقة يقول ان أبا هريرة جعل الضمير فى قوله تعالى (قبل موته) راجعا الى عيسى يعنى قبل موت عيسى (وقوله فلا أدرى الخ) جوابه أن الحديث مرفوع

الصفحة 143