كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

يقول لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مختال (1) (وفى لفظ) لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف (عن السائب بن يزيد) (2) قال أنه لم يكن يقص على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا أبى بكر وكان أول من قص تميما الدارىّ استأذن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يقص على الناس قائما فأذن له عمر (حدثنا هاشم) (3) ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت كردوس أبن قيس وكان قاص العامة بالكوفة قال فأخبرنى رجل من أصحاب بدر أنه سمع النبى صلي الله عليه وسلم يقول لأن اقعد فى مثل هذا المجلس أحب إلى من ان أعتق أربع رقاب، قال شعبة فقلت أى مجلس تعنى؟ قال كان قاصا (4) (قال عبد الله) (5) سمعت مصعب الزبيرى قال جاء أبو طلحة القاص على مالك أبن أنس فقال يا أبا عبد الله أن قوما قد نهونى أن أقص هذا الحديث صلى الله على إبراهيم إنك حميد
__________
أخاه وابن أبي خصيفة حدثاه أن عبد الله بن يزيد قاص مسلمة بالقسطنطينية حدثهما عن عوف بن مالك الأشجعى الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا حماد بن خالد عن معاوية بن صالح عن ازهر يعنى أبن سعيد عن ذى الكلاع عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول القصاص ثلاثة أمير أو مأمور أو مختال (غريبه) (1) قال الخطابى بلغنى عن ابن سريج أنه كان يقول هذا فى الخطبة، وكان الأمراء يتلون الخطب فيعظون الناس ويذكرونهم فيها، فأما المأمور فهو من يقيمه الامام خطيبا فيعظ الناس ويقص عليهم (وأما المختال) فهو الذى نصب نفسه لذلك من غي أن يؤمر به ويقص على الناس طلبا للرياسة فهو يراثى بذلك ويختال، وقد قيل أن المتكلمين على الناس ثلاثة أصناف، مذكر وواعظ وقاص، فالمذكر الذى يذكر الناس آلاء الله ونعماءه ويبعثهم بها على الشكر له، والواعظ يخوفهم بالله وينذرهم عقوبته فيردعهم به عن المعاصى، والقاص هو الذى يروى لهم أخبار الماضين ويسرد عليهم القصص فلا يؤمن أن يزيد فيها أو ينقص، والمذكر والواعظ مأمون عليهما هذا المعنى اه (تخريجه) (د طس) وسنده عند الامام أحمد جيد (2) (سنده) حدثنا يزيد بن عبد ربه ثنا بقية بن الوليد قال حدثنى الزبيدى عن الزهرى عن السائب بن يزيد الخ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم طب) وفيه بقية بن الوليد وهو ثقة مدلس اه (قلت) قد صرح بالتحديث فانتفى التدليس (3) (حدثنا هاشم الخ) (غريبه) (4) معناه كان مجلس قصص، والظاهران هذا القاص كان مأذونا له فى القصص وكان حكيما فى قصصه ولذلك مدحه النبى صلى الله عليه وسلم والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد وفيه كردوس بن قيس وثقه أبن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح (5) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن حميد الاعرج عن محمد بن ابراهيم النيمى عن عبد الرحمن بن معاذ عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قال خطب النبى صلى الله عليه وسلم الناس بمنى ونزّلهم منازلهم وقال لينزل المهاجرون هاهنا وأشار الى ميمنة القبلة، والانصار هاهنا وأشار الى ميسرة القبلة، ثم لينزل الناس حولهم قال وعلمهم مناسكهم ففتحت أسماع أهل منى حتى سمعوه فى منازلهم، قال فسمعته يقول أرموا الحمرة بمثل حصى الخذف قال عبد الله (يعنى أبن الأمام أحمد) سمعت مصعبا الزبيرى الخ (تخريجه) أخرج أبو داود والنسائى الجزء المرفوع منه، وسكت عنه أبو داود والمنذرى ورجاله ثقات، وتقدم هذا الحديث أيضا بسنده وشرحه وتخريجه فى باب الخطبة فى يوم النحر بمنى من كتاب الحج فى الجزء الثانى عشر صحيفة 212 رقم 414 مقتصرا على المرفوع منه لأن محله هناك وذكرت ما حكاه عبد الله بن الامام أحمد عن مصعب الزبيري هنا

الصفحة 145