كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

أمه فقالت يا جريج (1) فقال يارب الصلاة خير أم أمى آتيها، ثم صلى، ودعته فقال مثل ذلك ثم دعته فقال مثل ذلك وصلى، فاشتد على أمه وقالت (2) اللهم أرجريجا المومسات (3) ثم صعِد صومعة له وكانت زانية من بنى اسرائيل فذكره نحوه (4) (وعنه من طريق ثالث) (5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رجل فى بنى اسرائيل تاجرا وكان ينقص مرة ويزيد أخرى (6) قال ما فى هذه التجارة خير التمس تجارة هى خير من هذه، فبنى صومعة ترهّب وكان يقال له جريج فذكر نحوه (7) (باب ذكر قصة الثلاثة الذين آوو الى الغار فانطبق عليهم) (عن ابن عمر) (8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أستطاع منكم أن يكون مثل صاحب
__________
هكذا بالأصل يشير إلى الطريق الأولى (1) جاء فى رواية أخرى للامام أحمد أيضا فقالت يا جريج أنا أمك فكلمنى، قال وكان أبو هريرة يصف كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفها وضع يده على حاجبه الأيمن قال فصادفته يصلى فقال يارب أمى وصلاتى فاختار صلاته الخ (2) جاء فى الرواية الأخرى المشار اليها فقالت اللهم أن هذا جريج وإنه ابنى وانى كلمته فأبى أن يكلمنى اللهم فلا تمته حتى تريه المومسات؟ ولو دعت عليه أن يفتتن لا فتتن (يعنى أن يقع فى الزنا لوقع) قال وكان راع يأوى الى ديره (يعنى صومعة جريج) قال فخرجت امرأة فوقع عليها الراعى فولدت غلاما فقيل من هذا فقالت هو من صاحب الدير، فأقبلوا بفؤوسهم ومساحيهم وأقبلوا الى الدير فنادوه فلم يكلمهم فأخذوا يهدمون ديره فنزل اليهم فقالوا سل هذه المرأة، قال أراه تبسم قال ثم مسح رأس الصبى فقال من أبوك؟ قال راعى الضأن فقالوا يا جريج نبنى لك ما هدمنا من ديرك بالذهب والفضة قال لا ولكن أعبدوه ترابا كما كان ففعلوا (3) أى الزوانى البغايا المتجاهرات بذلك (4) يعنى نحو ما جاء فى الطريق الأولى (5) (سنده) حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم قال ثنا أبو عوانة عن عمرو بن ابى سلمة عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (6) معناه كان اذا اكتال من الناس يزيد واذا كالوه ينقص، ثم علم أن هذا لا يجوز فتاب الى الله وترك التجارة وترهب (7) يعنى نحو الرواية الأخرى التى ذكرناها فى الشرح (تخريجه) (ق. وغيرها) ويستفاد من الطريق الثالث أن جريجا كان أول أمره تاجراً ثم ترك التجارة وترهب (وفى الطريق الثانية) سبب ابتلائه وهو عدم إجابة أمه (وفى الطريق الأولى) قصة ابتلائه بالمومس (قال النووى رحمه الله) فى قصة جريج أنه آثر الصلاة على إجابة أمه فدعت عليه فاستجاب الله دعاءها، قال العلماء هذا دليل على أنه كان الصواب فى حقه إجابتها لأنه كان فى صلاة نفل والاستمرار فيها تطوع لا واجب، واجابة الأم وبرها واجب وعقوقها حرام، وكان يمكنه أن يخفف الصلاة ويجيبها ثم يعود لصلاته: فلعله خشى أن تدعوه إلى مفارقة صومعته والعود إلى الدنيا ومتعلقاتها وحظوظها وتضعف عزمه فيما نواه وعاهد عليه (قال) وفى حديث جريج هذا فوائد كثيرة منها عظم بر الوالدين وتأكد حق الأم وأن دعاءها يجاب، وأنه أذا تعارضت الأمور بدأ بأهمها وأن الله تعالى يجعل لأوليائه مخارج عند الشدائد غالبا (ومنها) إثبات كرامة الاولياء وهو مذهب أهل السنة خلاقا للمعتزلة (وفيه) أن الكرامات قد تكون بخوارق العادات على جميع أنواعها، ومنعه بعضهم وأدعى أنها تختص بمثل اجابة الدعاء وتحوه وهذا غلط من قائله وانكار للحس بل الصواب جريانها بقلب الاعيان واحضار الشئ من العدم ونحوه اه باختصار (باب) (8) (سنده) حدثنا مروان بن معاوية حدثنا عمر بن حمزة العمري حدثنا

الصفحة 151