كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
ففرج الله عنهم فخرجوا (باب ذكر قصة الكفل (1) وذي الكفل) (عن ابن عمر) (2) قال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ولكن قد سمعته أكثر من ذلك قال كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارًا على أن يطأها، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال ما يبكيك أكرهتُكِ؟ قالت لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط، وإنما حملني عليه الحاجة، قال فتفعلين هذا ولم تفعليه قط، قال ثم نزل فقال أذهبي فالدنانير لك، ثم قال والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه قد غفر الله للكفل (باب ذكر قصة الملكين اللذين تخليا عن الدنيا وزخرفها) (عن ابن مسعود) (3) قال بينما رجل فيمن كان قبلكم كان
__________
فآتيهما فإذا وجدتهما راقدين على رؤسهما كراهية أن أراد سنتها في رءوسهما حتى يستيقظا متى استيقظا، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا، فزال الحجر (وقال الآخر) اللهم إن كنت تعلم إني استأجرت أجيرا على عمل يعمله فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته فانطلق فترك أجره ذلك فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال فأتاني يطلب أجره فدفعت إليه ذلك كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول، اللهم إن كنت تعلم إني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا، قال فزال ثلثا الحجر (وقال الثالث) اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة فجعل لها جعلًا فلما قدر عليها وفر لها نفسها (أي لم يهنها بهتك عرضها) وسلم لها جعلها (أي ما جعله أجرة لها) اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا، فزال الحجر وخرجوا معانيق يتماشون، قال أبو عبيد بن عبد الله حدثنا أبو بحر ئنا أبو عوانة عن قتادة قال عبد الله عن أنس فذكر نحوه (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد مرفوعًا كما تراه، ورواه أبو يعلى وكلاهما رجاله رجال الصحيح (باب) (1) الكفل رجل آخر غير ذي الكفل الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز، فالكفل رجل كان مسرفًا على نفسه ثم تاب ورجع إلى الله عز وجل فقبل توبته وغفر له، وقد جاءت قصته في مسند الإمام أحمد وغيره من كتب السنة: وإليك ما جاء عند الإمام أحمد. (2) (سنده) قال الإمام أحمد رحمة الله حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الأعشى عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر الخ (تخريجه) أورده الحافظ المنذرى في الترغيب وقال رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقول فذكر نحوه والحاكم والبيهقي من طريقه وغيرها، وقال الحاكم صحيح الاسناد أه (قلت) وأقره الذهبي (أما ذو الكفل) فقد ذكره الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنبياء فقال (وادريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين) وقال تعالى في سورة ص (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخاصلة ذكرى الدار، وإنهم عندنا لمن لمن المصطفين الأخيار، واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار) قال الحافظ ابن كثير في تاريخه فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام، وهذا هو المشهور، وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبيًا وإنما كان رجلًا صالحًا وحكمًا مقسطًا عادلًا وتوقف ابن جرير في ذلك فالله أعلم (باب) (3) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا