كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
أرأيت سبأ (1) أواد هو أو جبل أو ما هو؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو رجل من العرب ولد له عشرة (2) فتيامن ستة وتشاءم أربعة (3) تيامن الأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار الذي يقال لهم
__________
وهكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الكفار، وكذلك الصحابة لا يقاتلون الكفار إلا بعد الدعوة إلى الإسلام (1) بفتح السين المهملة والموحدة وبالهمز والمراد بها القبيلة التي هي من أولاد سبأ وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود. (2) أي كان من نسله هؤلاء العشرة، لأنهم ولدوا من صلبه، بل منهم من بينه وبينه الأبوين والثلاثة والأقل والأكثر هو مقرر في كتب النسب (وقوله فتيامن ستة) أي أخذوا ناحية اليمن وسكنوا بها. (3) أي أخذوا جهة الشام وذلك بعد ما أرسل الله عليهم سيل العرم، ذكر أولًا إجمالا ثم ذكرهم تفصيلا، وقد تقدم شرج أسماء هذه القبائل وضبطها في الباب المشار إليه آنفًا في الجزء الثامن عشر (تخريجه) (د مذ) وقال الترمذي هذا حديث غريب حسن أهـ وأخرجه أيضًا ابن جرير وابن أبي حاتم، وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للأمام أحمد وعبد بن حميد وحسن إسناد، قال تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) قال علماء النسب يقال شعوب ثم قبائل ثم عمائر ثم بطون ثم أفخاذ ثم فصائل ثم عشائر، والعشيرة أقرب الناس إلى الرجل وليس بعدها شيء: والمقصود أن سبأ يجمع هذه القبائل كلها، وقد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن وأحدهم تبع، وكان لملوكهم تيجان يلبسونها وقت الحكم كما كانت الأكاسرة ملوك الفرس يفعلون ذلك: وكانت العرب تسمى كل من ملك اليمن مع الشحر وحضر موت تبعًا كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة قيصر. ومن ملك الفرس كسرى، ومن ملك مصر فرعون، ومن ملك الحبشة النجاشي، ومن ملك الهند بطليموس، وقد كان من جملة ملوك حمير بأرض اليمن بلقيس، وقد ذكر الله عز وجل قصتها مع سليمان في كتابه العزيز في سورة النمل (قال الحافظ ابن كثير في تاريخه) قيل أن جميع العرب ينتسبون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، والصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل: منهم عاد وثمود وطسم وجديس واميم وجرهم والعماليق وأمم آخرون لا يعلهم إلا الله كانوا قبل الخليل عليه السلام وفي زمانه أيضًا، فأما العرب المستعربة وهم عرب الحجاز فمن ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأما عرب اليمن وهم حمير فالمشهور أنهم من قحطان واسمه مهزم قاله ابن ماكولا، وذكروا أنهم كانوا أربعة أخوة قحطان وقاحط ومقحط وفالغ، وقحطان بن هود وقيل هو هود، وقيل هود أخوة، وقيل من ذريته، وقيل أن قحطان من سلالة إسماعيل حكاه ابن إسحاق وغيره فقال بعضهم هو قحطان بن تيمن بن قيذر بن إسماعيل، وقيل غير ذلك في نسبه إلى إسماعيل والله أعلم، لكن الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل وعندهم أن جميع العرب ينقسمون إلى قسمين قحطانية وعدنانية فالقحطانية شعبان سبأ وحضر موت، والعدنانية شعبان أيضًا ربيعة ومضر ابنا تزاد بن معد بن عدنان. والشعب الخامس وهو قضاعة مختلف فيهم، فقيل إنهم عدنانيون (قال ابن عبد البر) وعليه الأكثرون ويروى هذا عن ابن عباس وابن عمرو وجبير ابن مطعم وهو اختيار الزبير بن بكار وعمه مصعب الزبيري وابن هشام (والقول الثاني) إنهم من قحطان وهو قول ابن إسحاق والكلبي وطائفة من أهل النسب، قال ابن إسحاق وهو قضاعة بن مالك بن حمير