كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
(باب ما جاء في ذكر تبع ملك اليمن وقصته مع أهل المدينة) (عن سهل بن سعد) (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لا تسبوا تبعًا (2) فإنه قد كان أسلم
__________
ذواتي أكل خمط) الأكل بضم الهمزة والكاف الثمر والخمط الأراك، وثمره يقال له البربر، هذا قوله أكثر المفسرين، وقال المبرد والزجاج كل نبت قد أخذ طعمًا من المرارة حتى لا يمكن أكله هو خمط (وأثل وشيء من سد قليل) فالأثل هو الطرفا: وقيل هو شجر يشبه الطرفاء إلا أنه أعظم منه، والسدر شجر النبق ينتفع بورقه لغسل اليد ويغرس في البساتين ولم يكن هذا من ذلك، بل كان سدرًا بريًا لا ينتفع به ولا يصلح ورقه لشيء، قال قتادة كان شجر القوم من خير الشجر فصيره الله من شر الشجر بأعمالهم (ذلك جزيناهم بما كفروا) أي ذلك الذي فعلناه بهم جزيناهم بكفرهم (وهل نجازي إلا الكفور) أي وهل يجازي مثل هذا الجزاء إلا الكفور لله في نعمه (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها) بالماء والشجر وهي قرى الشام (قرى ظاهرة) متواصلة تظهر الثانية من الأولى لقربها منها، وكان متجرهم من اليمن إلى الشام فكانوا يبيتون بقرية ويقيلون بأخرى، وكانوا لا يحتاجون إلى حمل زاه من سبأ إلى الشام (وقدرنا فيها السير) أي قدرنا سيرهم بين هذه القرى وكان سيرهم في الغدو والرواح على قدر نصف يوم فإذا ساروا نصف يوم وصلوا إلى قرية ذات مياه وأشجار (سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) أي لا تخافون عدوا ولا جوعًا ولا عطشًا، فبطروا وطفوا ولم يصبروا على العافية وقالوا لو كانت جناتنا أبعد مما هي كان أجدل أن لتشتهيه (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) فأجعل بيننا وبين الشام فلوات ومفاوز لنركب فيها الرواحل ونتزود الأزواد فعجل الله لهم الإجابة، وقال مجاهد بطروا النعمة وسئموا الراحة وظلموا أنفسهم بالبطر والطغيان (فجعلناهم أحاديث) عبرة لمن يتحدثون بأمرهم وشأنهم (ومزقناهم كل ممزق) فرقناهم في كل وجه من البلاد كل التفريق، قال الشعبي لما غرقت قراهم تفرقوا في البلاد، إما غسان فلحقوا بالشام ومر الأزد إلى عمان، وخزاعة إلى تهامة، ومر آل خزيمة إلى العراق، والأوس والخزرج إلى يثرب وكان الذي قدم منهم المدينة عمرو بن عامر وهو جد الأوس والخزرج (أن في ذلك لآيات) لعبر أو دلالات (لكل صبار) عن معاصي الله (شكور) لأنعمه (قال مطرف) هو المؤمن إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر (باب). (1) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو زرعة عمرو بن جابر عن سهل ابن سعد الخ (غريبة) (2) اسمه تبان اسعد ابوكرب وهو أحد التبابعة الذين ملكوا اليمن: قال ابن اسحاق تبان أسعد تبع الآخر بن كلكيكرب بن زيد، وزيد تبع الأول بن عمرو ذي الأذعار وساق نسبه إلى حمير بن سبأ إلا كبر بن يعرب بن يشجب بن قحطان أهـ قال عبد الملك ابن هشام سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان اهـ وقال الزمخشري هو تبع الحميري كان مؤمنًا وقومه كافرين ولذلك ذم الله قومه ولم يذمه، وهو الذي سار بالجيوش وحير الحيرة وبنى سمرقند، وقيل هو الذي كسا الكعبة، وقيل لملوك اليمن التبابعة لأنهم يتبعونه وسمى الظل تبعًا لأنه يتبع الشمس أهـ وستأتي قصته بعد التخريج (تخريجه) (طب قط) والطبري والبغوى وفي إسناده عمرو بن جابر الحضرمي قال في الخلاصة قال النسائي ليس بثقه وفي التهذيب قال أبو حاتم صالح الحديث وقال ابن عدى هو من جملة الضعفاء أهـ (قلت) له شواهد من الأحاديث والآثار تعضده (منها) ما رواه عبد الرازق والبغوى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم