كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

(باب ما جاء في أمرئ القيس بن حجر الشاعر المشهور)
عن ابي هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرؤ القيس (2) صاحب لواء الشعراء (3) إلى النار
__________
(وذكر ابن قتيبه وغيره) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد كنت استظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان صكة عميي أي وقت الظهيرة، وفي حديث مقتل أبي جهل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه تطلبوه بين القتلى وتعرفوه بشجة في ركبته فأني تزاحمت أنا وهو على مأدبة لابن جدعان فدفعته فسقط على ركبته فانهشمت فأثرها باق في ركبته فوجدوه كذلك، وذكروا أنه يطعم التمر والسويق ويسقى اللبن حتى سمع قوله أمية بن الصلت.
(ولقد رأيت الفاعلين وفعلهم. فرأيت أكرمهم بني الديان)
(البر يلبك بالشهاد طعامهم. لا ما يعللنا بنو جدعان)
فأرسل ابن جدعان إلى الشام الفيى بعير تحمل البر والشهد والسمن وجعل مناديًا ينادي كل ليلة على ظهر الكعبة أن هلموا إلى جفنة بن جدعان فقال أمية في ذلك.
له داع بمكة مشمعل وآخر فوق كعبتها ينادي
إلى ردح من الشيزى ملاى لباب البر يلبك بالشهاد
(باب) (1) (سنده) حدثنا هشيم حدثنا أبو الجهيم الواسطى عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبة) (2) هو أبن حجر بضم الحاء المهملة ابن الحارث الكندي الشاعر الجاهلي المشهور وهو أول من قصد القصائد (3) أي حامل راية شعراء الجاهلية والمشركين قال د غفل ولا يقود الناس إلا أميرهم ورئيسهم (إلى النار) لأنه زعيمهم وعظيمهم في الدنياء فيكون قائدهم في العقى، قال ابن سلام ليس لكونه قال مالم يقولوا، ولكنه سبق إلى أشياء ابتدعها قاتبعوه عليها واقتدوا به فيها (وأخرج ابن عساكر) أنه ذكر أمرؤ القيس للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ذلك رجل مذكور في الدنيا منسى في الآخرة يحيئ يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار. (قال أبو عبيد) سبق أمرؤ القيس العرب إلى أشياه ابتدعها فاستحسنوها وتبعهم فيها الشعراء (منها) استباق صحبه والبكاء على الديار ورقة التشبيب وقرب المآخذ وتشبيه النساء بالظباء البيض والخيل بالعقبان والعصى وقيد الآوابد وأجاد في التشبيه وفصل بين التشبيب: والمعنى هذا لواء الشهرة في الذم وتقبيح الشعر كما أن ألوية ثم للعز والمجد والافضال كما جاء أن المصطفى صلى الله عليه وسلم بيده لواء الحمد فثم ألوية خزى وفضيحة، (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (جم بز) وفي أسناده أبو الجهيم شيخ هيشم بن بشير ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح أهـ (قلت) لم يعرفه لأنه جاء عند الإمام أحمد أبو الجهيم بالتصغير وجاء في الأصول الأخرى أبو الجهم مكبرًا، وكذا في كتب الرجال قال أبو زرعة الرازي أبو الجهيم رواى هذا الحديث وأهـ وقال ابن عدي شيخ مجهول لا يعرف له اسم وخبره منكر ولا أعرف له غيره، وقال ابن عبد البر لا يصح حديثه وقد ترجمه ابن حبان في كتاب المجروحين من المحدثين المشهور بكتاب (الضعفاء) فجود ترجمته؛ وروى فيها هذا الحديث عن المسند قال أبو الجهيم شيخ من أهل واسط يروى عن الزهرى ما ليس من حديثه روى عنه هشيم بن بشير لا يجوز الاحتجاج بروايته إذا انفرد (هذا) وقد أطال المؤرخون في ترجمة أمرئ القيس وشعره نقتصر على شيء منها لئلا يخلو قسم التاريخ من ذلك فنقول (قال الحافظ ابن عساكر) هو امرؤ القيس ابن الحارث ابن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية

الصفحة 167