كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
(باب ما جاء في زيد بن عمرو بن نفيل) (عن سالم بن عبد الله بن عمر) (1) أنه سمع أباه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لقى زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بيدح وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفره فيها لحم فأبى أن يأكل منها، ثم قال أنى لا آكل ما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر أسم الله عليه، حدث هذا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم
__________
(باب) (1) (عن سالم بن عبد الله بن عمرا الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في التسمية والذبح لغير الله من كتاب الصيد والذبائح في الجزء السابع عشر صحيفة 120 رقم 23 وإنما ذكرته هنا لأني اقتصرت هناك على شرح الحديث وتخرجه فقط، ولما كان زيد بن عمرو ابن نفيل له مناقب عظيمة ناسب أن يذكر هذا الحديث هنا مع شيء من مناقبه في الشرح مما لم يأت في مسند الأمام أحمد فأقول (قال الحافظ بن كثير في تاريخه) هو زيد بن عمرو بن فيل بن عبد العزى ابن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤي القرشي العدوى، وكان الخطاب والد عمر بن الخطاب عمه وأخاه لأمه، وذلك لأن عمرو بن نفيل كان قد خلف هلى امرأة أبيه بعد أبيه وكان لها من نفيل أخوه الخطاب قاله الزبير بين بكار ومحمد بن اسحاق، وكان زيد بن عمرو قد ترك عبادة الأوثان وفارق دينهم، وكان لا يأكل إلا ما ذبح على اسم الله وحده، قال يونس بن بكير عن محمد ابن اسحاق حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت لقد لقيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري، ثم يقول اللهم أني لو أعلم أحدب الوجوه إليك عبدتك به ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته، وكذا رواه أبو أسامة عن هشام به وزاد وكان يصلى إلى الكعبة ويقول إلا هي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم، وكان يحيى المومودة، ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها، ادفعها إلى أكفلها فإذا ترعرعت فإن شئت فخذها وإن شئت فادفعها، أخرجه النسائي من طريق أبي أسامة وعلقه البخاري فقال. وقال الليث كتب إلى هشام بن عروة عن أبيه به، وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق وقد كان نفر من قريش زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وعثمان ابن الحويرث بن أسد بن عبد العزى وعبد الله بن جحش بن رباب بن يعمر بن صبرة ابن برة بن كبير ابن غنم بن دودان بن أسعد بن خزيمة وأمه أميمه بنت عبد المطلب وأخته زينب بنت عبد المطلب وأخته زينب بنت جحش التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مولاه زيد بن حارثه حضروا قريضًا عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم، فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض قالوا تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض، فقال قائلهم تعلمن والله ما قومكم على شيء: لقد أخطأوا دين إبراهيم وخالفوه، ما وثن يعبد؟ لا يضر ولا ينفع؟ فابتغوا لانفسكم، فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض يلتمسون أهل كتاب من اليهود والنصارى والملل كلها الحنيفية دين إبراهيم، فأما ورقه بن نوفل فننصر واستحكم في النصرانية وابتغى الكتب من أهلها حتى علم علمًا كثيرًا من أهل الكتاب، ولم يكن فيهم أعدل أمرًا وأعدل ثباتًا من زيد بن عمرو ابن نفيل، اعتزل الأوثان وفارق الأديان من اليهود والنصارى والملل كلها إلا دين الحنيفة دين إبراهيم