كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
.
__________
بمعرفة، وكان يلي فيقول لبيك لا شريك لك ولا ند لك، ثم يدفع من عرفة ما شيًا وهو يقول لبيك متبعدًا مروقًا (وقال الواقدي) حدثني علي بن عيسى الحكمي عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال سمعت زيد ابن عمرو بن نفيل يقول أنا انتظر نبيًا من ولد إسماعيل ثم من بني عبد المطلب ولا أراني أدركه، وأنا أمن به وأصدقه واشهد أنه نبي، فإن طالت بك مدة فرأيته فاقرئه منى السلام وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفي عليك، قلت هلم: قال هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بكثير الشعر ولا بقليله وليست تفارق عينه حمرة، وخاتم النبوة بين كتفيه واسمه أحمد، وهذا البلد مولده ومبعثه ثم يخرجه قومه منها ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره، فأياك أن تخدع عنه فإني طفت البلاد كلها اطلب دين إبراهيم فكان من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون هذا الدين وراءك وينعتونه مثل ما نعته لك ويقولون لم يبقى نبي غيره (قال عامر بن ربيعة) فلما أسلمت أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم قول زيد بن عمرو واقرائه منه السلام فرد عليه السلام وترحم عليه وقال قد رأيته في الجنة يسحب ذيولًا (أي يجر ذيول الحلل التي يكسوه الله إياها في الجنة تبخترًا وفخرا) (وقال الباغندى) عن أبي سعيد الأشج عن أبي معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين (أي شجرتين عظيمتين) قال الحافظ ابن كثير وهذا إسناد جيد وليس هو في شيء من الكتب، ومن شعره في التوحيد ما حكاه محمد بن إسحاق والزبير بن بكار وغيرهما
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له الأرض تحمل صخرًا ثقالًا
دحاها فلما استوت شدها ... سواءا وأرسى عليها الجبالًا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذبًا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة ... أطاعت فصبت عليها سجالًا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له الريح تصرف حالًا فحالًا
(وروى ابن أبي شيبة) قال حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن مجاهد عن الشعبي عن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يستقبل القبلة في الجاهلية ويقول ألا هي إله ابراهيم وديني دين إبراهيم ويسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر ذاك أمة وحدة، بيني وبين عيسى بن مريم: قال الحافظ ابن كثير اسناده جيد حسن (وقال الواقدى) حدثني موسى بن شيبة عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد بن عمرو بن نفيل فقال توفى وقريس تبنى الكعبة قبل أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، ولقد نزل به وإنه ليقول أنا على دين إبراهيم فأسلم ابنه سعيد بن زيد وابتع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتى عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال غفر الله له ورحمة فإنه مات على دين إبراهيم، قال فكان المسلمون بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم إلا ترحم عليه واستغفر له، ثم يقول سعيد بن المسيب رحمة الله وغفر له (وقال محمد بن سعد) عن الواقدى حدثني زكريا بن يحيى السعدي عن أبيه قال ما زيد بن عمرو بن نفيل بمكة ودفن بأصل حراء، وقد تقدم أنه مات بأرض البلقاء من الشام لما عدا عليه قوم من بني لحم فقتلوه بمكان يقال له بيفعه والله أعلم انتهى ملخصًا من البداية والنهاية في التاريخ للحافظ ابن كثير