كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الله عز وجل أصطفى من ولد إبراهيم (1) إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة (2) واصطفى من بني كنانة قريشًا (3) واصطفى من قريش بني هاشم (4) واصطفاني من بني هاشم (5) (عن عبد المطلب بن ربيعة) (6) بن الحارث بن عبد المطلب قال أتى ناس من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنا لنسمع من قومك حتى يقول القائل منهم إنما مثل محمد مثل نخلة نبتت في كباء (7) قال حسين الكبا، الكناسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس من أنا؟ قالوا أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، قال فما سمعناه قط يلثمى قبلها (8) ألا أن الله عز وجل خلق خلقه (9) فجعلني من خير خلقه، ثم فرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين
__________
ابن الأسقع الخ (وله طريق أخرى) قال حدثنا أبو المغيرة قال ثنا الأوزاعي بالسند المتقدم عن وائلة ابن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اصطفى كنانة من بني إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشا الخ (غريبه) (1) كانوا ثلاثة عشر اختار الله منهم واستخلص إسماعيل إلخ. (2) بكسر الكاف عدة قبائل أبوهم كنانة ابن خزيمة من ولد إسماعيل، ففيه فضل إسماعيل عليه السلام على جميع ولد إبراهيم حتى أسحق عليه السلام ولا يعارضه (وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين) فقد قال تعالى في أية أخرى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) (3) وهم أولاد نضر بن كنانة كانوا تفرقوا في البلاد فجمعهم قصى بن كلاب في مكة فسموا قريشًا لأنه قرشهم أي جمعهم، ولكنانة ولد سوى النضر وهم لا يسمون قريشًا لأنهم لم يقرشوا (4) هاشم بن عبد مناف. (5) فإنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، ومعنى الإصطفاء والخيرة في هذه القبائل ليس باعتبار الديانة، بل باعتبار الخصالة الحميدة، وفيه أن غير قريش من العرب ليس كفؤا لهم ولا غير بني هاشم كفؤا لهم أي إلا بني المطلب وهو مذهب الشافعية (قال ابن تيمية) وقد أفاد الخبر أن العرب أفضل من جنس العجم وأن قريشًا أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش وأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم: فهو أفضل الناس نفسًا ونسبًا، وليس فضل العرب فقريش فبني هاشم لكون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وأن كل هذا من الفضل: بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك يثبت للنبي صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسًا ونسبًا، وإلا لزم الدور (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث صحيح وأخرج الطريق الثانية مسلم (6) (سنده) حدثنا حسين بن محمد حدثنا يزيد بن عطاء عن يزيد عن عبد الله بن الحارث ابن نوفل عن عبد الطلب بن ربيعة إلخ (غريبة) (7) بكسر الكاف وجاء في المسند بالمد آخره همزة وجاء في غيره مقصورًا وقد فسر حسين بن محمد شيخ الإمام أحمد بالكناسة، قال في النهاية الكبا والكبة (بكسر الكاف في الأولى وضمها في الثانية مع تخفيف الموحدة) هي الكناسة والتراب الذي يكنس من البيت (قلت) والمعنى أنهم- طعنوا في حسب النبي صلى الله عليه وسلم (8) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يفتخر بآبائه قبل هذه الرابعة، وإنما حمله على ذلك رد قول المفترين ولإفادة الكفاءة والقيام بشكر النعم، أما نهيه صلى الله عليه وسلم عن التفاخر بالآباء فموضعه مفاخرة تفضي إلى التكبر أو احتقار مسلم (9) أي الإنس والجن (فجعلني من غير خلقه) وهم الأنس، ثم فرق الإنس فرقتين عربًا وعجمًا فجعلني من خير الفرقتين يعني العرب ثم جعل