كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتًا (1) فجعلني من خيرهم بيتا (2) وأنا خيركم بيتاً (3) وخيركم نفسًا (4) صلى الله عليه وسلم (عن مسلم بن هيضم) (5) عن الأشعث بن قيس قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد لا يرون أني أفضلهم، فقلت يا رسول الله أننا نزعم أنكم منا، قال نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا (6) ولا نلتقي من أبينا (7) قال فكان الأشعث يقول لا أوتي برجل نفى قريشًا من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد (8).
__________
العرب قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة (يعني قريشًا) (1) أي بطونًا (2) يعني بطن بني هاشم (3) أي أصلا إذ جئت من طيب إلى طيب عبد الله بنكاح لا سفاح (4) أي روحًا وذاتا إذ جعلني الله نبيًا رسولًا خاتمًا للرسل صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (مذ) من طريق عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب ابن أبي وداعة قال جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه وقال حديث حسن صحيح غريب وللترمذي أيضًا طريق أخرى عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب فذكر نحوه وقال هذا حديث حسن (5) (سند) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا حماد بن سلمة عن عقيل بن طلحة بن هيضم عن الأشعث بن قيس الخ (غريبة) (6) أي لا نتهمها ولا نقذفها يقال قفا فلان فلانًا إذا قذفه بما ليس فيه، وقيل معناه لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمهات (7) معناه لا تنتسب إلى رجل غير أبينا، وفي الصحيح أن من أعظم الفرسى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه (8) يعني حد القذف (تخريجه) (جه) وقال البوصيرى في زوائد ابن ماجه هذا إسناد صحيح رجاله ثقات لأن عقيل بن طلحة وثقه ابن معين والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم والله أعلم اهـ (قلت) وروى نحوه البيهقي في الدلائل بسنده من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بو عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وزاد قال وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرها فأخرجت من بين أبوى فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نفسًا وخيركم أبًا: وفي إسناده ضعف وله شواهد تعضده (وفي شرح السنة) ذكر هذا النسب من عبد الله إلى عدنان، قال ولا يصح حفظ النسب فوق عدنان أهـ (قلت) وسأذكر تراجم رجال هذا النسب الشريف واحدًا واحدًا مبتدئًا بعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم ثم عبد المطلب وهكذا إلى عدنان فاقول (ترجمة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم) هو عبد الله بن عبد المطلب وكان أصغر أولاده وأحبهم إليه وهو الذبيح الثاني المفدى بمائة من الإبل نحرها عبد المطلب وتركها للناس لا يصد عنها إنسان فقد روى الحاكم بسنده عن عبد الله بن سعيد الصنابحي قال حضرنا بمجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكرنا إسماعيل وإسحاق أبني إبراهيم، فقال بعضهم الذبيح، فقال معاوية سقطتم على الخبير، كمنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه الأعرابي فقال يا رسول الله خلفت البلاد يابسة والماء يابسًا هلك المال وضاع العيال فعد على بما أفاء الله عليك يا بن الذبيحين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم

الصفحة 177