كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
__________
ينكر عليه، فقلنا يا أمير المؤمنين وما الذبيحان؟ فقال أن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر الله أن سهل الله أمرها أن ينحر بعض ولده فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم وقالوا أرض ربك وافد ابنك، قال ففداه بمائة ناقة قال فهو الذبيح وإسماعيل الثاني (قال الزهري) وكان أجمل رجال قريش وهو أخو الحارث والزبير وحمزة وضرار وأبي طالب، واسمه عبد الله مناف. وأبي لهب وأسمه عبد العزى. والمقوم واسمه عبد الكعبة وقيل هما اثنان، وحجل واسمه المغيرة والغيداق وهو كبير الجود واسمه نوفل، ويقال إنه حجل فؤلاء أعمامه عليه الصلاة والسلام (وعماته) سمت، وهن أروى وبرة وصفية وعاتكة وأم حكيم وهي البيضاء كلهم أولاد عبد المطلب (ترجمة عبد المطلب) أسمه شيبة يقال لشيبة كانت في رأسه، ويقال له شيبة الحمد لجوده، وإنما قيل له عبد المطلب لأن أباه هاشمًا لما مر بالمدينة في تجارته إلى الشام نزل على عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام ابن خداس بن خندق بن عدى بن النجار الخزرجي النجاري وكان سيد قومه فاعجبته ابنته سلمى فخطبها إلى أبيها فزوجها منه واشترط عليه مقامها عنده، وقيل بل اشترط عليه أن لا تلد إلا عنده بالمدينة فلما رجع من الشام بي بها وأخذها معه إلى مكة، فلما خرج في تجارة أخذها معه وهي حبلى فتركها بالمدينة ودخل الشام فمات بغزة، ووضعت سلمى ولدها فسمته شيبة، فأقام عند اخواله بني عدي بن النجار سبع سنين ثم جاء عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه خفية من أمه فذهب به إلى مكة، فلما رآه الناس ورأوه على الراحلة قالوا من هذا معك؟ فقال عبدي، ثم جاءوا فهنؤوه به وجعلوا يقولون له عبد المطلب لذلك، فغلب عليه، وساد في قريش سيادة عظيمة وذهب بشرفهم ورأستهم، فكان جماع أمرهم عليه وكانت إليه السقاية والرفادة بعد المطلب، وهو الذي جدد حفر زمزم بعد ما كانت مطمومة من عهد جرهم وهو أو من طلى الكعبة بذهب في أبوابها من تينك الغزالتين اللتين من ذهب وجدهما في زمزم مع تلك الأسياف القلعية، قال ابن هشام وعبد المطلب أخو أسد وفضلة وأبي صيفي وحية وخالدة وراقية والشفا وضعيفة كلهم أولاد هاشم (ترجمة هاشم) اسمه عمرو وإنما سمى هاشمًا لهشمه الثريد مع اللحم لقومه في سنى المحل أي الجدب كمال قال مطرود بن كعب الخزاعي في قصيدة، وقيل للزبعرى والدعبة الله
(عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف)
(سنت إليه الرحلتان كلاهما ... سفر الشتاء ورحلة الأصياف)
وذلك لأنه أول من سن رحلتي الشتاء والصيف، وكان أكبر ولد أبيه، وحكى ابن جرير أنه كان توأم أخيه عبد شمس وأن هاشمًا خرج ورجله ملتصقة برأس عبد شمس فما تخلصت حتى سال بينهما دم فقال الناس لذلك يكون بين أولادهما حروب فكانت وقعة بني العباس مع بني أمية ابن عبد شمس سنة ثلاث وثلاثين ومائة من الهجرة، وشقيقهم الثالث المطلب وكان المطلب أصغر ولد أبيه وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال، ورابعهم نوفل من أم أخرى، وهي واقده بنت عمرو المازنية، وكانوا قد سادوا قومهم بعد أبيهم وصارت إليهم الرياسة: وكان يقال لهم المجيرون، وذلك لأنهم أخذوا لقومهم قريش الأمان من ملوك الاقاليم ليدخلوا في التجارات إلى بلادهم فكان هاشم قد أخذ أمانًا من ملوك الشام والروم وغسان وأخذ لهم عبد شمس من النجاشي الأكبر ملك الحبشة، وأخذ لهم نوفل من الأكاسرة، وأخذ لهم المطلب أمانًا من الملوك حمير ولهم يقول الشاعر:
(يا أيها الرجل المحول رحله ... هلا نزل بآل عبد مناف)