كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

__________
(كلهم أولاد كنانة) كنانة لقب به لأنه كان سترًا على قومه كالكنانة أو الجمعة الساترة للسهام لأنه كان عظيم القدر يحج إليه العرب لعلمه وفضله وهو أخو أسد وأسدة والهون (كلهم أولاد خزيمة) تصغير خزمة يكني أبا أسد له مكارم وأفضال كثيرة وهو أخو هذيل (وهما ابنا مدركة) بضم فسكون اسمه عمرو، وحكى الرشاطي عليه الإجماع وكنيته أبو هذيل لقب به لأنه أدرك أرنبا عجز عنها رفقاؤه وهو أخو طابخة واسمه عامر وقميعة (ثلاثتهم أبناء الياس) بكسر الهمزة، وبفتحها ولامه للتعريف وهمزته للوصل عند الأكثر، كنيته أبو عمرو وهو أول من أهدى البدن للبيت، قيل وكان يسمع في صلبيه تلبية النبي صلى الله عليه وسلم بالحج، ولما مات أسفت زوجته خندف عليه فنذرت لا تقيم ببلد مات فيه ولا يظلها سقف وحرمت الرجال والطيب وخرجت سائحة حتى ماتت فضرب بها المثل، والياس أخو غيلان والد قيس كلها (وهما ولدا مضر) بضم ففتح معدول عن ماضر أسمه عمرو، ومن كلامه من يزرع شرًا يحصده وخير الخير أعجله، واحملوا أنفسكم على مكروهها فيما يصلحها، واصرفوها عن هواها فيما يفسدها وكانت له فراسة وقيافة، وهو أخو ربيعة ويقال لهما الصريحان من ولد إسماعيل وأخوهما أنمار وأياد تيامنا (أربعتهم أبناء نزار) بكسر النون والتخفيف قيل إن أباه حين ولد نظر إلى نور النبوة بين عينيه ففرح به وأطعم كثيرا، وهو أخو قضاعة في قول طائفة ممن ذهب إلى أن قضاعة حجازيه عدنانية (وكلاهما أبناء معد) بفتح الميم والعين المهملة وتشديد الدال المهلمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم كان عمره زمن يختنصر ثنتى عشرة سنة، وقد ذكر أبو جعفر الطبري وغيره أن الله تعالى أوحى في ذلك الزمان إلى أرمياء بن حلقيا أن اذهب إلى يختنصر فأعلمه أنى قد سلطته على العرب، وأمر الله أرمياء أن يحمل معه معد بن عدنان على البراق كي لا تصيبه النقمة فيهم فإني مستخرخ من صلة نبيا كريمًا أختم به الرسل، ففعل أرمياء ذلك واحتمل معدًا على البراق إلى أرض الشام فنشأ مع بني إسرائيل ممن بقى منهم بعد خراب بيت المقدس، وتزوج هناك امرأة اسمها معانة بنت جرشن من بني دب بن جرهم قبل أن يرجع إلى بلاده، ثم عاد بعد أن هدأت الفتن وتمحضت جزيرة العرب، وكان رخيا كاتب ارميا قد كتب نسبه في كتاب عنده ليكون في خزانة أرمياء فيحفظ نسب معد كذلك والله أعلم (وهو ابن عدنان) (قال الحافظ ابن كثير في تاريخه) بعد ذكر هذا النسب (قال) وهذا النسب بهذه الصفة لا خلاف فيه بين العلماء فجميع قبائل عرب الحجاز ينتهون إلى هذا النسب، ولهذا قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى) لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب يتصل بهم وصدق ابن عباس فيما قال وأزيد مما قال، وذلك أن جميع قبائل العرب العدنانية تنتهي أليه بالأباء، وكثير منهم بالأمهات أيضًا كما ذكره محمد بن إسحاق وغيره في أمهاته وأمهات أبائه وأمهاتهم ما يطول ذكره انتهى (قلت) ولا خلاف عدنان من سلالة إسماعيل بن إبراهيم (واختلفوا في عدة الأباء) بينه وبين إسماعيل على أقوال كثيرة فأكثر ما قيل أربعون، وأقل ما قيل في ذلك أربعة وجاء في هذا الأخير حديث مرفوع في المستدرك للحاكم عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول معد بن عدنان ابن أدد بن زندين البراء بن أعرق الثرى، قالت ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (أهلك عادا وثمود وأصحاب الرس وقرونًا بين ذلك كثيرا لا يعلمهم إلا الله) قالت وأعراق الثرى إسماعيل عليه السلام وزند مبسع وبراء نبت (قلت) وصححه الحاكم وأقره الذهبي، ورواه أيضًا موسى بن يعقوب بسنده عن أم سلمة

الصفحة 180