كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
__________
قصور الروم (وقال محمد بن إسحاق) فلما وضعته بعثت إلى عبد المطلب جاريتها فقالت قد ولد لك غلام فانظر إليه، فلما جاءها أخبرته وحدثته بما رأت حين حملت به وما قيل لها فيه وما امرت أن تسمية فأخذه عبد المطلب فأدخله على هبل في جوف الكعبة، فقام عبد المطلب يدعو ويشكر الله عز وجل ويقول
(الحمد لله الذي أعطاني، هذا الغلام الطيب الأردان، قد ساد في المهد على الغلمان)
(اعيذه بالبيت ذي الأركان، حتى يكون بلغة الفتيان، حتى أراه بالغ البيان)
(اعيذه من كل ذي شآن، من حاسد مضطرب العنان، ذي همة ليس له عبان)
(حتى أراه رافع اللسان، أنت الذي سميت في القرآن، في كتب ثابتة المثان)
(أحمد مكتوب على اللسان)
(روى البيهقي) بسنده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورًا، قال فأعجب جده عبد المطلب وحظى عنده وقال ليكونن لأبني هذا شأن، وذكر الحافظ ابن كثير في تاريخه عدة آثار في هذا المعنى وقال فيها كلها نظر، ومعنى مختونًا أي مقطوع الختان ومسرورًا أي مقطوع السرة من بطن أمه: قال وروى الحافظ بن عساكر بسنده عن أبي بكرة أن جبريل ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه: قال وهذا غريب جدًا، وقد روى أن جده عبد المطلب ختنه وعمل له دعوة جمع قريشًا عليها والله أعلم (وروى البيهقي) بسنده عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله دعاني إلى الدخول في دينك أمارة نبوتك، رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير إليه بإصبعك فحيث أشرت إليه مال، قال إني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء وأسمع وجبته حين يسجد تحت العرش، ثم قال تفرد به الليثي وهو مجمول (باب ما وقع من الآيات ليلة ملوده صلى الله عليه وسلم) (روى الحافظ أبو نعيم) في كتابه دلائل النبوة بسنده عن أبي سعيد الخدري قال سمعت أبي مالك بن سنان يقول جئت بني الأشهل يومًا لأتحدث فيهم ونحن يومئذ في هدنة من الحرب، فسمعت يوشع اليهودي يقول أظل خروج نبي يقال له أحمد يخرج من الحرم، قال له خليفة بن ثعلبة الأشبلى كالمستهزئ، به ما صفته؟ فقال رجل ليس بالقصير ولا بالطويل في عينيه حمرة يلبس الشملة ويركب الحمار، سيفه على عاتقه وهذا البلد مهاجرة، قال فرجعت إلى قومي بني خدرة وأنا يومئذ أتعجب مما يقول يوشع فأسمع رجلا منا يقول ويوشع يقول هذا وجده؟ كل يهود يثرب يقولون هذا، قال أبي مالك بن سنان فخرجت حتى جئت بني قريظة فأجد جمعا فتذاكروا النبي صلى الله عليه وسلم فقال الزبير بن باطا قد طلع الكوكب الأحمر الذي لم يطلع إلا لخروج نبي أو ظهوره، ولم يبق أحد إلا أحمد وهذا مهاجرة، قال أبو سعيد فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم أخبره أبي هذا الخبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أسلم الزبير لأسلم ذووه من رؤساء اليهود إنما هم له تبع (وروى الحافظ أبو نعيم أيضًا) بسنده عن زيد بن ثابت قال كان أحبار يهود بني قريظة والنضير يذكرون صفة النبي صلى الله عليه وسلم فلما طلع الكوكب الأحمر أخبروا بظهور النبي صلى الله عليه وسلم لان نبي بعده واسمه أحمد ومهاجرة إلى يثرب؟ فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنكروا وحسدوا وكفروا (وقال الحافظ أبو بكر محمد ابن جعفر بن سهل الخرائطي) في كتاب هواتف الجان حدثنا علي بن حرب حدثنا أبو أيوب بعلي بن عمران من آل جرير بن عبد الله البجلى حدثني مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه وأتت عليه خمسون ومائة سنة قال لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس ايوان كسرى وسقطت فيه أربع عشرة شرفة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة ورأى الموبذان