كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

أن لي أسماء (1) أنا محمد وأنا أحمد وأنا الحاشرالذي يحشر الناس على قدمى، أنا المحاي الذي يمحي به الكفر (2) وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده (نبي) (عن أبي موسى الأِعري) (3) قال سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء، ومنها ما حفظنا فقال أنا محمد وأمحمد والمقفي (4) والحاشر ونبي الرحمة (5) قال يزيد (6) ونبي التوبة ونبي الملحمة (عن حذيفة) (7) قال بينما أنا أمشي في طريق المدينة أذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي فسمعته يقول أنا محمد وأنا أحمد ونبي الرحمة ونبي التوبة والحاشر والمقفي
__________
حدثنا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه الخ (غريبة) (1) جاء عند البخاوى بلفظ (إن لي خمسة أسماء) أي موجودة في الكتب السالفة أو مشهورة بين الأمم الماضية أو يعلمها أهل الكتابين أو مختص بها لم يتسم بها أحد قبلي، أو معظمة أم أمهات الأمساء وما عداها راجع إليها، لا أنه أراد الحصر: كيف وله أسماء أخر بلغها بعضهم كما قال النووي الفا لكن أكثرهم من قبيل الصفات، قال ابن القيم فبلوغها ذلك باعتبارها، ومسماها واحد باعتبار الذات، فهي مترادفة باعتبار، متباينة باعتبار (وقوله أنا محمد) قدمه لأنه، أشرفها ومن باب التفعيل للمبالغة، ولم يسم بها قبله غيره، لكن لما قرب مولده سموا به نحو خمسة عشر رجاء كونه هو، وقد نبأ بذلك أهل الكتاب من كتبهم (وأنا أحمد) أي أحمد الحامدين فالأنبياء حمادون وهو أحمدهم أي أكثرهم حمدًا: قال الحافظ السيوطي وتسميته بأحمد من خصائصه، (وأنا الحاشر) أي ذو الحشر (الذي يحشر الناس على قدمى بتخفيف الياء على الأفراد وبشدها على التثنية والمراد على أثر نبوتي أي زمنها أي لأنه صلى الله عليه وسلم ببعث في آخر الزمان وليس بعده نبي، (قال الحافظ) يحتمل أن المراد بالقدم الزمان وقت قيامي على قدمى بظهور علامات الحشر، إشارة إلى إنه ليس بعده نبي (وقال النووي) قال العلماء يحشرون على أثري وزمان نبوتي ورسالتي وليس بعدي نبي وقبل يتبعوني (2) قال العلماء المراد محو الكفر من مكة والمدينة وسائر بلاد العرب وما زوى له صلى الله عليه وسلم من الأرض ووعد أن يبلغه ملك أمته (أما العاقب) ففسره في الحديث بأنه ليس بعده نبي أي جاء عقبهم (تخريجه) (ق لك مذ نس) (3) (سنده) حدثنا وكيع عن المسعودي ويزيد قال انبأنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى الأشعري إلخ (غريبه) (4) قال شمر هو بمعنى العاقب، وقال ابن الأعرابي هو المتبع للإنبياء يقال فقوته إقفوه وقفيته اقفيه إذا اتبعته وقافية كل شيء آخر (5) معناه أنه صلى الله عليه وسلم جاء بالتراحم قال تعالى (رحماء بينهم) (وتواصلوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) (6) يزيد أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث: زاد في روايته ونبي التوبة ونبي الملحمة، ومعناه أنه صلى الله عليه وسلم جاء بالتوبة وقبولها من العاصين (ونبي الملحمة معناه أنه صلى الله عليه وسلم بعث بالقتال، قال العلماء وإنما اقتصر على هذه الأسماء مع أن له صلى الله عليه وسلم أسماء غيرها كما سبق لأنها موجودة في الكتب المتقدمة وموجودة في الأمم السالفة (تخريجه) (م) (7) (سنده) حدثنا أسود بن عامر ثنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل قال قال حديفة (يعني ابن اليمان) بينما أنا أمشي إلخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه سوء حفظ اهـ (قلت) يؤيده ما قبله والله أعلم (وروى البيهقي) في الدلائل بسنده عن أبي الحكم التنوخى قال كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى

الصفحة 188