كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
ونبي الملاحم (باب ما جاء في ذكر مولده صلى الله عليه وسلم) (عن ابن عباس) (1) قال ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين واستنبئ يوم الاثنين، وتوفى يوم الاثنين، وخرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، ورفع الحجر الأسود (2) يوم الاثنين (عن أبي أمامة) (3) قال قلت يا نبي الله كان كان أول بدء أمرك؟ قال دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي
__________
نسوة من قريش إلى الصبح يكفأن عليه برمة، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه عبد المطلب إلى نوسة فكفأن عليه برمة فلما أصبحن أتين فوجدن البرمة قد انفلقت عنه باثنتين ووجدنه مفتوح العينين شاخصا ببصره إلى السماء فأتاهن عبد المطلب فقلن له ما رأينا مولودًا مثله وجدناه قد انفلقت عنه البرمة ووجدناه فاتحًا عينيه شاخصًا ببصره إلى السماء، فقال أحفظنه فأني أرجو أن يكون له شأن أو أن يصيب خيرًا، فلما كان اليوم السابع ذبح عنه ودعا قريشًا فلما أكلوا قالوا يا عبد المطلب أرأيت ابنك هذا الذي أكرمتنا على وجهه ما سميته؟ قال سميته محمدًا، قالوا لم رغبت به عن أسماء أهل بيته؟ قال أردت أن يحمده الله في السماء وخلقه في الأرض، وقال بعض العلماء الهمهم الله أن سموه محمدًا لما فيه من الصفات الحميدة ليتلقى الاسم والفعل ويتطابق الاسم والمسمى في الصورة والمعنى كما قال عمه أبو طالب ويروي لحسان:
(وشق له من أسمه ليجله * فذو العرش محمودًا وهذا محمد)
(باب) (1) (سنده) حدثنا موسى بن داود قال حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعائى عن أبن عباس إلخ (غريبة) (2) ستأتي قصة رفعه صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود في باب تحديد قريش بناء الكعبة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد فيه وفتح بدرًا يوم الاثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين (اليوم أكملت لكم دينكم) وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف (أي لأنه عنعن) وبقية رجاله ثقات من أهل الصحيح أهـ (قلت) قال الحافظ ابن كثير في تاريخه لاخلاف في أنه ولد يوم الاثنين وأبعد بل أخطأ من قال ولد يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع غير ذلك؟ فذكر أقولًا كثيرة للعلماء أرجحها قولان (أحدهما) أنه صلى الله عليه وسلم ولد لثمان خلون من ربيع الأول، حكاه الحميدى عن ابن حزم، ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد ابن جبير بن مطعم، ونقل ابن عبد البر عن أصحاب التاريخ أنهم صححوه: وقطع به الحافظ الكبير محمد ابن موسى الخوارزمي ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه التنوير في مولد البشير النذير (والثاني) أنه صلى الله عليه وسلم ولد لثنتى عشرة خلت منه نص عليه ابن إسحاق، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عفان عن سعيد بن مينا عن جابر وابن عباس أنهما قالا ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعثه وفيه عرج إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات وهذا هو المشهور عند الجمهور، قال والصحيح عن ابن حزم الأول أنه لثمان مضين منه كما نقله الحميدى وهو أثبت والله أعلم (3) (سنده) حدثنا أبو النضر ثنا الفرج ثنا لقمان بن عامر قال سمعت أبا أمامة قال قلت يا نبي الله الخ: وتقدم الكلام على شرحه في شرح الحديث الأول من باب ما جاء في بعض فضائله صلى الله عليه وسلم قبل باب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وإسناده حسن وله شواهد تقوية ورواه