كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

(باب ما جاء في أنه صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في صغره وحفظ الله له وحياطته وصيانته من أقذار الجاهلية) (من جابر بن عبدالله) (1) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نجتني الكباث فقال عليكم بالأسود منه فأنه أطيبه، قال قلنا وكنت ترعى الغنم يارسول الله؟ قال نعم وهل من نبي إلا قد رعاها (عن أبى سعيد الخدري) قال افتخر أهل الأبل والغنم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الفخر والخيلاء في أهل الأبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث موسى عليه السلام وهو يرعى غنما على أهله، وبعثت أنا وأنا أرعى غنمًا لأهل بجياد
__________
قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدقه وانه لواضع يديه بالارض ورافع رأسه الى السماء دعيه عنك وانطلقى راشدة: اورده ايضًا الهثمى وقال رواه ابو يعلى والطيرانى بنحوه ورجالها ثقات (ما جاء في وفاة أمه صلى الله عليه وسلم وحضانة جده عبد المطلب إباه ثم وفاة عبد المطلب وحضانة عمه أبى طالب) (جاء في المواهب اللدينة) روى ابن سعد عن ابن عباس وعن الزهرى وعن عاصم بن عمر وعن قتادة دخل حديث بعضهم في بعض قالوا لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ست سنين خرجت به أمه الى أخواله بنى عدى بن النجار، بالمدينة تزورهم ومعه أم أيمن، فنزلت به دار التابعة فأقامت به عندهم شهرا فكان صلى الله عليه وسلم يذكر أمورًا كانت في مقامه ذلك، ونظر إلى الدار وقال ها هنا نزلت بى أمى، وأحسنت العوم في بئر بنى عدى بن النجار وكان قوم من اليهود يختلفون ينظرون إلى وقالت أم أيمن فسمعت أحدهم يقول هو نبى الأمة وهذه دار هجرته فوعيت ذلك كله من كلامهم، ثم رجعت به أمه الى مكة فلما كانت بالأبواء توفيت (وروى الزهرى) عن أسماء بنت رهم عن أمها قالت شهدت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم في علتها التى ماتت ومحمد صلى الله عليه وسلم غلام يفع له خمس سنين عند رأسها فنظرت الى وجهه وقالت ابيات شعر، ثم قالت كل حي ميت وكل جديد بال وكل كثير يفنى وأنا ميتة وذكرى باق، وقد تركت خيرًا وولدت طهرا، ثم ماتت فكنا نسمع نوح الجن عليها، وقد كانت أم أيمن دايته وحضانته بعد موت أمه وكان صلى الله عليه وسلم يقول لها أنت امى بعد أمى، ومات عبد المطلب كافله وله ثمان سنين من عشرة ومائة سنة وقيل عن مائة وأربعين سنة. وكفله عمه أبو طالب واسمه عبد مناف وكان عبد المطلب قد أوصاه بذلك لكونه شقيق عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم (وأخرج ابن عساكر) عن جلهمة بن عرفطة قال قدمت مكة وهم في قحط فقالت قريش يا أبا طالب أقحت الوادى وأجدب العيال فلهم فاستسق، فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس تجلت عنها صحابة وحوله أغيلمة فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ الغلام بإصبعه وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من ها هنا وأغدق وأغدو دق وانفجر له الوادى وأخصب النادى والبادى وفي ذلك يقول أبو طالب. (وابيض يستسقى الغمام بوجهه. ثمال اليتامى عصمة للارامل) والثمال بالكسر الملجأ وعصمة للارامل يمنعهم عن الضياع، والأرامل المساكين من رجال ونساء واستعماله بالنساء أكثر (ولما كان عمره صلى الله عليه وسلم عشر سنين واشهرا) جاءه ملكان فشقا صدره للمرة الثانية: أنظر حديث ابى بن كعب الآتى (باب) (1) (عن جابر بن عبد الله) الخ هذا الحديث وحديث أبى سعيد الذي بعده تقدما بسندهما وشرحهما وتخريجهما في باب ما يجوز الاستئجار

الصفحة 194