كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

لأحدهما مسًا، فقال أحدهما لصاحبه أضجمه فأضجماني بلا قصر (1) ولا هصر وقال أحدهما لصاحبه افلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له أخرج الغل والحسد فأخرج شيئًا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها، فقال له أدخل الرأفة والرحمة: فإذا مثل الذي أخرج يشبه الفضة، ثم هز ابهام الرجل اليمنى فقال اغد واسلم، فرجعت بها أغدو رقة على الصغير
__________
يعاب على الرجال (1) بفتح القاف وسكون الصاد المهملة ومعناه هنا القهر والإجبار (والهصر) بوزن القصر وأصله أن تأخذ برأس العود فتثنيه اليك وتعطفه والمعنى أنهما لم يثنيا ظهرى ولم يكرهانى عندما أضجعانى وفي المواهب (وقد شق صدره الشريف واستخراج قلبه مرة أخرى عند مجيئ جبريل له بالوحي في غار حراء) قال العلامة الزرقانى في شرح المواهب هي ثالثة أخرجه أبو نعيم والبيهقى في دلائلهما والطيالسى والحارث في مسنديهما من حديث عائشة، قال الحافظ والحكمة فيه زيادة الكرامة ليتلقى ما يوحى اليه بقلب قوى في أكمل الأحوال من التطهر اهو في المواهب أيضًا (ومرة أخرى عند الاسراء) يعنى ووقع شق صدره الشريف مرة أخرى عند الاسراء وهي رابعة، أخرجه الشيخان والامام احمد وغيرهما من حديث أنس قلت سيأتى أبواب قصة الاسراء (قال الحافظ) والحكمة فيه الزيادة في اكرامه ليتأهب للمناجاة (تخريجه) الحديث من زوائد عبدالله بن الامام احمد على مسند أبيه ورجاله ثقات وأخرجه (حب ك) وابن عساكر والضياء في المختاره، وأورده أيضًا الهيثمى وقال رواه عبدالله (يعنى ابن الامام أحمد) ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان (باب قصته صلى الله عليه وسلم مع بحيرا الراهب) جاء في المواهب اللدينة أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتى عشرة سنة خرج مع عمه أبى طالب الى الشام حتى بلغ بصرى فرآه بحيرا الراهب واسمه جرجيس فعرفه بصفته فقال وهو آخذ بيده هذا سيد العالمين، هذا يبعثه الله وحمية للعالمين، فقيل له وما عليك بذلك؟ فقال انكم حين أشرفم به من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدان الا لنبي، وانى أعرفه بخاتم النبوة في أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، وانا نجده في كتبنا، وسال أبا طالب أن يرده خوفا عليه من اليهود، وأقبل سبعة من الروم يقصدون قتله عليه السلام فاستقبلهم محيرا فقال ما جاء بكم؟ قالوا ان هذا النبي خارج في هذا فلم يبق طريق الا بعث اليها با ناس، قال افرأيتم أمرا الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا، قال فبايعوه فأقاه ومعه ورده أبو طالب، وروى البيهقى وابو نعيم ان بحيرا رآه وهو في صومعته في الركب حين اقبلوا وغمامة بيضاء تظله من بين القوم، ثم اقبلوا حتى نزلوا بظل شجرة قريبا منه ونظر الى الغمامة حين أظلت الشجرة وتهصرت اغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها وان بحيرا قام فاحتضنه وجعل يساله عن اشياء من حاله من نومه وهيئته واموره ويخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فيوافق في ذلك ما عند بحيرا من صفته، ورأى خاتم النبوة من بين كتفيه على موضعه من صفته التى عنده اه (ذكر حرب الفجار وحلف الفضول) قال الامام الفقيه عماد الدين يحيى بن ابى بكر العامرى من علماء القرن التاسع في كتابه بهجة الحافل وفي الرابعة عشرة (يعنى من عمره صلى الله عليه وسلم) في شوال منها كانت حرب الفجار بين كنانة وقيس عيلان، وكان على قريش عبدالله ابن جدعان وقيل حرب بن امية، وتطاول الحرب بينهم اياما فكانت لقيس على كنانة وحضر صلى الله عليه وسلم

الصفحة 196