كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

ورحمة للكبير (باب ما جاء في ذكر زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة المصونة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها) (عن ابن عباس) (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة (2) وكان أبوها يرغب عن يزوجه (3) فصنعت طعامًا وشرابًا فدعت أباها وزمرًا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا، فقالت خديجة لأبيها إن محمد بن عبد الله يخطبنى فزوجنى إياه، فزوجها إياه
__________
في أحد أيامهم فانقلبت لقريش وكنانة على قيس عيلان وهو ازن وسمى حرب الفجار لوقوعه في الشهر الحرام (أى في ذى القعدة) وبعد منصرفهم منه ذى القعدة كان حلف الفضول، وسببه أن رجلا من زبيد من أهل اليمن باع سلعة من العاص بن وائل السهمى قمطاله بالثمن فصعود على جبل ابى قبيس وصاح وذكر ظلامته في شعر حكاه، فحشدت قريش لذلك واجتموا في دار الندوة واتفقوا أنهم يمنعون الظالم من الظلم واحتلفوا (بالحاء المهملة من الحلف) على ذلك في دار عبدالله بن جدعان، وكان أول من سعى في ذلك الزبير بن عبد المطلب (سبب زواجه صلى الله عليه وسلم بخديجة) قال وفي الخامسة والعشرين خرج صلى الله عليه وسلم مع ميسرة غلام خديجة في تجارة لها قبل أن يتزوجها بشهرين وأربعة وعشرين يوما، وفيها كان من أمر نسطور الراهب ما ذكره بقوله لميسرة من هذا الرجل؟ فقال من قريش من أهل الحرم؛ فقال هذا نبي وهو آخر الأنبياء، وحكى ميسرة أنه كان اذا اشتد الحر ظللته غمامة، ولما رجعا باعت خديجة ما قدما به فأضعف، ولما أضعف الربح أضعفت خديجة ما سمت له من الأجرة وكانت أربع بكرات، (وروى الحاكم) بسنده أن خديجة أيضا استأجرته سفرتين الى جرش كل سفرة بقلوص (هى الناقة الشابة) ولما حكى ميسرة لخديجة ما رأى من البراهين والكرامات وتسرف في صحبته من البركات مع حسن السمت والهدى والدل (أى السيرة الحسنة) خطبته إلى نفسها وكانت رصي الله عنها من أفضل قريش حسبًا ونسبًا ومالًا وجمالًا كل من قومها قد كان حريصًا على ذلك منها لو كان يقدر عليه (باب) (1) (سنده) حدثنا أبو كامل حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار عن ابن عباس الخ (غرييه) (2) هي أول زوجانه صلى الله عليع وسلم وهي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصى، وهي من أقرب نسائه اليه في النسب ولم يتزوج من ذرية قضى غيرها إلا أم حبيبة، وتزوجها سنة خمس وعشرين من مولده في قول الجمهور، وزوجه إياها أبوها خويلد، ذكره البيقهى من حديث الزهرى باسناده عن عمار بن ياسر، وقيل عمها عمرو بن أسد ذكره الكلبى، وقيل أخوها عمرو بن خويلد، ويؤيد القول الأول حديث الباب، وكانت قبله عند أبى هالة قيل اسمه النباش جزم به أبو عبيد وابنه هند، روى عنه الحسن بن على فقال حدثنى خالي لأنه أخو فاطمة لأمها، ومات ابو هالة في الجاهلية، وكانت خديجة قبله عند عتيق بن عائذ المخزومى ذكره الحافظ (وروى الفاكهى) في كتاب مكة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أبى طالب فاستأذنه أن يتوجه إلى خديجة فأذن له وبعث بعده جارية يقال لها نبعة فقال انظرى ما تقول له خديجة، قالت نبعة فرأيت عجبا ما هو إلا سمعت به خديجة فخرجت إلى الباب فأخذته بيدها فضمتها الى صدرها وتحرها (أى تبركا به) ثم قالت يأبى وأمى والله ما أفعل هذا الشيء ولكن أرجو أن تكون أنت النبي الذي ستبعث، فان تكن هو فاعرف حقى ومنزلتى وادع الإله الذي يبعثك لى، قالت فقال والله لئن كنت أنا هو قد اصطنعت عندى أضيعه أبدا، وإن يكن غيري فان الاءله الذي تصنعين هذا لأجله لا يضيعك أبدا نقله الحافظ (3) معناه لا يرغب أن يزوجه بخديجة ولكنها

الصفحة 197