كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

فخلقته (1) وألبسته حلة وكذلك كانوا يفعلون بالأباء (2) فلما سرى عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة، فقال ما شأنى ما هذا؟ قالت زوجتى محمد بن عبد الله، قال أزوج يتيم أبى طالب لا لعمرى (3) فقالت خديجة أما تستحى؟ تريد أن تسفة نفسك عند قريش تخبر الناس أنك كنت سكران، فلم تزل به حتى رضى (باب في ذكر تجديد قريش بناء الكعبة قبل البعث بخمس سنين واختلافهم في رفع الحجر وتحكيمه صلى الله عليه وسلم في رفعه وتسميته في الجاهلية بالأمين) (وعن أبى الطفيل) (4) وذكر بناء الكعبة في الجاهلية (5) قال فهدمتها قريش وجعلوا يبنونها
__________
ترغب ذلك ولهذا عملت الحيلة على ابيها حتى زوجها به (1) بتشديد اللام أى ضمخته بالخلوق بفتح المعجمة وهو طيب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة (2) كان يهدى الزوج لولى الزوجة حملة وطيبا ونحو ذلك ليستعمله في مجلس الخطبة (فلما سرى عنه) بضم السين المهملة وتشديد الراء مكسورة مبنى للمجهول أى كشف عنه وذهب سكره (3) بفتح اللام والعين المهملة اى وحياتى لفظ يستعمل للقسم (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه احمد والطيرانى ورجال احمد والطيرانى رجال الصحيح اه (قلت) تقدم أن خديجة رضي الله عنها هي التي عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم نفسها (قال في المواهب) فذكر ذلك لأعمامه فخرج معه منهم حمزة حتى دخل على خويلد بن اسد فخطبها اليه فتزوجها صلى الله عليه وسلم وحضر ابو طالب ورؤساء مضر، فخطب ابو طالب فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية ابراهيم وذرية اسماعيل وضئضئ معد (معناه الأصل والمعدن) وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتا محجوجًا وحرمًا آمنًا وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن اخى هذا محمد بن عبدالله لا يوزن برجل الا رجح به، فان كان في المال قل فان المال ظل زائل وامر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرايته وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق م آجله وعاجله من مالى كذا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل، فزوجه إياها أبوها خويلد وكان الصداق ثنتى عشرة اوقية ذهبا ونشا والأوقية اربعون درهما والنش نصف أوقية والضئضئ الاصل وكذا العنصر اه (وفي تاريخ الحافظ ابن كثير) قال البيهقى عن الحاكم قرأت بخط ابى بكر بن ابى خيثمة حدثنا مصعب بن عبدالله الزبيرى قال اكبر ولده صلى الله عليه وسلم (يعنى من خديجة) القاسم (وبه يكنى) ثم زينب ثم عبد الله ثم ام كلثوم ثم فاطمة ثم رقية، وكان أول من مات ولده القاسم ثم عبدالله (وقال الزبير بن بكار) عبد الله هو الطيب وهو الطاهر سمى بذلك لانه ولد بعد النبوة (قال ابن هشام) وكان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة فيما حدثنى غير واحد من أهل العلم منهم ابو عمرو المدنى اهو هكذا انقل البيهقى عن الحاكم أنه كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة، وكان عمرها إذ ذاك خمسا وثلاثين وقيل خمسا وعشرين سنه اه وروى ابن سعد انها كان لها حين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم من العمر اربعون سنة واقتصر عليه اليعمرى وقدمه مغطاى والبرهان، قال في الغرر وهو الصحيح وقد وردت احاديث كثيرة في فضل خديجة ستأتى عند ذكر وفاتها قبل الهجرة رضي الله عنها (باب) (4) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ابن خيئم عن أبى الطفيل الخ (غريبه) (5) (قال الحافظ ابن كثير) في تاريخه المشهور ان بناء الكعبة كان ورسول الله صلى الله عليه وسلم عمره خمس

الصفحة 198