كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
بحجارة الوادي تحملها قريش على رقابها فرفعوها في السماء عشرين ذراعًا، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد (1) وعليه نمرة فضاقت عليه النمرة فذهب يضع النمرة على عاتقه فيرى عورته من صغر النمرة، فنودى يا محمد خمر عورتك (3) (وفي روايه فنودى لا تكشف عورتك فألقى
__________
وثلاثون سنة وهو الذي نص عليه محمد بن اسحاق بن يسار رحمه الله: قال وقال موسى بن عقبة كان بين الفجار وبين بناء الكعبة خمس عشرة سنة (قال الحافظ ابن كثير) وكان الفجار وحلف الفضول في سنة واحدة إذ كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون سنة، وهذا يؤيد ما قاله محمد بن اسحاق والله أعلم (1) اسم موضع بأسفل مكة معروف من شعابها (وقوله وعليه نمرة) هي ازار مخطط من صوف وهي بفتح النون وكسر الميم جمعها نمار (2) أى غط عورتك وهذا النداء من قبل الله عز وجل (تخريجه) أورده الهيثمى مظولا وقال رواه الطيرانى في الكبير بطوله وروى احد طرفا منه ورجالهما رجال صحيح اه (قلت) ولفظه عند الطيرانى عن أبى الطفيل قال كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرخم (أى من صخور) وكانت قدر ما يفتحها العناق وكانت غير مسقوفة انما توضع ثيابها ثم تسدل سدلا عليها وكان الركن الأسود موضوعًا على سورها تأدبا وكانت ذات ركنين كهيئة الحلقة فأقبلت سفينة من أرض الروم حتى اذا كانوا قريبا من جدة تكسرت السفينة فخرجت قريش ليأخذوا خشبها فوجدوا روميا عندها فاخذوا الخشب، اعطاهم اياه وكانت السفينة تريد الجليثية وكان الرومى الذي في السفينة نجارا فقدموا وقدموا بالرومى فقالت قريش نبنى بهذا الخشب الذي في السفينة بيت ربنا، فلما أرادوا هدمه إذا هم بحية على سور البيت مثل قطعة الحائر سوداء الظهر بيضاء البطن فجعلت كلما دنا احد الى البيت لهدمه أو يأخذ من حجارته سعت اليه فاتحة فامها، فاجتمعت قريش عند المقام فمجوا الى الله عز وجل فقالوا ربنا لم نزع؟ أردنا تشريف بيتك وترتيبه فان كنت ترضى بذلك والا فافعل ما بدا لك، فسمعوا اخوارا في السماء فاذا هم أسود الظهر وأبيض البطن والرجلين أعظم من البشر فغزز في رأس الحية حتى انطلق بها يجر ذنبها أعظم من كذا وكذا ساقطا فانطلق نحو اجناد، فهدمتها قريش وجعلو يبنونها بحجارة الوادى تحملها قريش على رقابها فرفعوها في السماء عشرين ذراعًا فبينا النبي صلى الله عليه وسلم محمل حجارة من أجناد وعليه نمرة فضاقت عليه المرة فذهب يضع المرة على عانقه فترى عورته من صغر النمرة فنودى يامحمد خمر عورتك فلم ير عريانا بعد ذلك، وكان يرى بين بناء الكعبة وبين ما أنزل عليه خمس سنين، وبين مخرجه وبنياها خمس عشرة سنة (قال وفي رواية) رومى يقال له بعلوم، وقال فنودى يا محمد استر عورتك وذلك اول ما نودى والله أعلم اه (قلت) جاء في تاريخ الحافظ ابن كثير قال الأموى كانت هذه السفينة لقيصر ملك الروم تحمل آلات البناء من الرخام والخشب والحديد سرحها قيصر مع القوم الرومى الى الكنيسة التي أحرقها الفرس للحبشة، فلما بلغت مرساها من جدة بعث الله عليها ريحا فحطمها (وفيه أيضا) روى البيهقى من حديث سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة قال سأل رجل عليا عن قوله تعالى (ان أول بيت وضع للناس الذى ببكة مباركا وهدى للعالمين) اهو أول بيت بنى في الأرض؟ قال لا ولكنه اول بيت وضع فيه البركة للناس والهدى ومقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا، وان شئت نباتك كيف بناؤه، ان الله تعالى اوحى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا