كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)

الحجر ولبس ثوبه) فلم ير عريانًا بعد ذلك (عن عمرو بن دينار) (1) سمعت جابرًا يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم حجارة الكعبة وعليه إزار، فقال له العباس عمه ياابن أخي لو حللت إزارك فجعلنه على منكبيك دون الحجارة (2) قال فحله فجعله على منكبيه (3) فسقط مغشيًا عليه (4) فما رؤى بعد ذلك اليوم عريانًا (عن مجاهد عن مولاه) (5) (يعنى السائب ابن عبد الله) أنه حدثه أنه كان فيمن يبنى الكعبة في الجاهلية قال ولى لحته بيدى أعبده من دون الله تبارك وتعالى فاجئ باللبن الخاثر (6) الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه فيجئ الكلب فيلحسه ثم يشغر (7) فيبول فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر (8) وما يرى الحجر أحد، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل (9) فقال بطن (10) من قريش نحن نضعه، وقال آخرون نحن نضعه، فقالوا اجعلوا بينكم حكمًا، قالوا اول رجل يطلع من الفج (11) فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أتاكم الأمين (12) فقالوا له فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم (13)
__________
فضاق به ذرعا فأرسل اليه السكينة وهي ريح خجوج لها راس فانبع أحدهما صاحبه حتى انتهت ثم تطوقت في موضع البيت تطوق الحية فبنى ابراهيم حتى بلغ مكان الحجر قال لابنه ابغنى حجرا فالتمس حجرا حتى أتاه به فوجد الأسود قد ركب، فقال لأبيه من أين لك هذا؟ قال جاء به من لا يشكل على بنائك، جاء به جبريل من السماء فائتمه، قال فمر عليه الدهر فأنهدم فبنته العمالقة، ثم انهدم فبننه جرهم، ثم انهدم فبنته قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجل شاب، فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه، فقالوا نحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط ثم ترفعه جميع القبائل كلهم (قلت) ورواه أيضًا الحاكم وصححه واقره الذهبى (1) (سنده) حدثنا روح ثنا زكريا بن اسحاق ثنا عمرو بن دينار الخ (غربيه) (2) أى ليلتقى به ما يحدثه الحجر من الضرر اذا كان مباشرا للجسم (3) أى ووضع الحجر فوقه فصار جسمه عاريًا (4) جاء في رواية الطيرانى واليزار من حديث العباس أنه قال له ما شأنك؟ فقام فاخذ إزاره وقال نهيت أن امشى عريانا، قال فكنت اكتمها الناس مخلفة أن يقولوا مجنون حتى اظهر الله نبوته، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم سقط مغشيا عليه حين سمع النداء بالنهى لأنه أول نداء سمعه من قبل الله عز وجل كما جاء في بعض الروايات والله أعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما) (5) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا ثابت يعنى ابا زيد ثنا هلال يعنى ابن خياب عن مجاهد الخ (6) يقال خثر اللبن وغيره يخثر من باب قتل خثورة بمعنى ثخن واشتد فهو خائر (وقوله) أنفسه بكسر الفاء أى ابخل به على نفسى (7) يقال شفر الكلب شفرا من باب نفع رفع احدى رجليه ليبول (وقوله) فبنينا يعنى في الكعبة (8) يعنى الحجر الأسود (9) اى يكاد يرى وجه الرجل من نوره (10) البطن ما دون القبيلة (11) الفج الطريق الواضح الواسع (12) سمى الأيمن لأنهم كانوا يعرفون فيه الأمانة من صفره (13) جاء في بعض الروايات ثم اخرج سيد كل قبيلة فاعطاه ناحية من الثوب (وفي رواية اخرى) فقال لتأخذ كل قبيلة ناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ففعلوا حتى اذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده صلى الله عليه وسلم ثم بنى عليه

الصفحة 200