كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 20)
فأخذوا بنواحيه فوضعه هو صلى الله عليه وسلم (عن سعيد بن مينا) (1) قال سمعت ابن الزبير رضي الله عنهما يقول حدثني خالتي عائشة (أم المؤمنين رضي الله عنها) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها لولا أن قومك حديث عهد بشرك أو بجاهلية لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض، وجعلت لها بابين، بابا شرقيا وبابا غربيا، وزدت فيها من الحجر ستة أذرع، فأن قريشا اقتصر بها حين بنت الكعبة (من عائشة) (2) رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت ثم جعلتها على رأس ابراهيم (3) عليه السلام فان قريشل يوم بنتها استقصرت (4) ولجعلت لها خلفا (5) قال أبو أسامة خلفا (باب ما جاء في العلامات الدالة على نبوته والتبشير بمبعثه صلى الله عليه وسلم وصفته في التوارة) (عن جابر بن سمرة) (6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
وكانت قريش تسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمين (تخريجه) (ك) وصححه على شرط مسلم وأقره الذهى (1) (عن سعيد بن مينا الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الطائف يخرج بطوافه عن الحجر من كتاب الحج في الجزء الثاني عشر صحيفة 51 رقم 255 وهو حديث صحيح أخرجه الشيخان وغيرهما
(2) (سنده) حدثنا ابن نمير ثنا هشام وأبو اسامة قال انا هشام المعنى عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه)
(3) أى على الاساس الذي بناه ابراهيم عليه السلام: قال الحافظ ابن كثير في تاريخه وقد كانوا أخرجوا منها الحجر وهو ستة أذرع أو سبعة أذرع من ناحيه الشام
(4) أى قصرت بهم النفقة أى لم يتمكنوا ان يبنوه على قواعد ابراهيم، وجعلوا للكعبة بابًا واحدًا من ناحية الشرق وجعلوه مرتفعا لئلا يدخل اليها كل أحد، فيدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، وقد ثبت في الضحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ألم ترى ان قومك قصرت بهم النفقة ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة وجعلت لها بابًا شرقيًا وبابًا غربيًا وأدخلت فيها الحجر (بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم) ولهذا لما تمكن ابن الزبير بناها على ما أشار اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت في غاية البهاء والحسن والسناء، كاملة على قواعد الخليل، لها بابان ملتصقان بالأرض شرقيًا وغربيًا يدخل الناس من هذا ويخرجون من الآخر، فلما قتل الحجاج ابن الزبير كتب الى عبد الملك بن مروان وهو الخليفة يومئذ فيما صنعه ابن الزبير واعتقدوا انه فعل ذلك من تلقاء نفسه، فأمر باعادتها الى ما كانت عليه، فعمدوا الى الحائط الشامى فحصوه وأخرجوه منه الحجر ورصوا حجارته في ارض الكعبة فارتفع بابها، وسدوا الغربى واستمر الشرقى على ما كان عليه، فلما كان في زمن المهدى او أبيه المنصور استشار مالكا في اعادتها على ما كان صنعه ابن الزبير، فقال ماالك رحمه الله انى اكره ان يتخذها الملوك ملعبة فتركها على ما هى عليه: فهى الى الآن كذلك
(5) يفتح الخاء المعجمة وسكون اللام الخلف الظهر: والجهة التي تقابل الباب الذي جعلته قريش من البيت ظهره، فكأنه اراد ان يجعل لها بابا آخر مقابلا للباب الذي جعلته قريش فاذا كان لها بابان فقد صار لها ظهران (وقوله قال ابو اسامة) يعنى في روايته (خلفا) بكسر الخاء المعجمة على ما يظهر كالثدى فانه يقال له خلف والله اعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما) بألفاظ مختلفه والمعنى واحد (باب) (6) (سنده) حدثنا يحيى بن بكير ثنا ابراهيم بن طهمان حدثنى سماك عن جابر بن سمرة